الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" [أحمد، وحسنه الألباني]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك ،وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" [متفق عليه]
وقال علي بن أبي طالب: "لا تصحب الفاجر؛ فإنه يزين لك فعله ويود لو أنك مثله".
وقال بعض السلف: "إياك ومجالسة الأشرار؛ فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري".
أختاه..ليست العدوى من الجليس بمقاله وفعله فقط.. بل بمجرد النظر إليه!
فالنظر إلى الصور يورث في النفوس أخلاقاً مناسبة لخلق المنظور إليه..
إن أول ما يجب عليك أختاه عند توبتك إلى الله وسلوكك سبيله أن تتخلصي من رفيقات السوء فتستبدلي بهن صحبة صالحة.. ثم بعد ذلك لابد من تغيير المكان الذي كنت تعصين الله فيه..
إن الذي قتل تسعة وتسعين نفساً.. بل مائة.. قال له العالم: "إن قومك قوم سوء، وإن في أرض كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم" [مسلم]
اللهم اجمعنا مع الصالحين دنيا وآخرة..
نعم ؛ إنك ينبغي أن تنتبهي لهذا..لأن قضية تغيير الرفقة من الأهمية بمكان..
فأصحاب السوء لا يتركونك، ومن ورائهم الشيطان، لا يريد أن يفلتك.. اسمعي لقول الله سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: 83].. فالشياطين تؤزُّ العصاة إلى المعاصي أزَّا.. تدفعهم دفعاً.. تسوقهم سوقاً.. تقودهم قوداً.. تيسر لهم..
أختاه.. تعوذي بالله من الشيطان الرجيم
نعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الشيطان لن يدعك تتوبين.. سيجاهدك، وسيقف لك بالمرصاد، وسيستعمل كل أسلحته، من معارفك وأصدقائك..
إنك تذكرين يوم كنت تجلسين أمام التلفاز تشاهدين المعاصي، وتسمعين الفجور، ويوم كنت تزورين من كنت تصاحبينهن، فتسمعين عندهن الغناء.. وكذلك كنت تدخلينهن بيتك.. تدخلين بيتك برفقة السوء هذه.. فترحب بهن أمك، ويجلس معهن أبوكِ.. وينشرح صدرهما لمصاحبتك لهن..
فإذا بك يوم التزمت وتبت إلى الله.. قال لك أبوك: يا ابنتي.. "إنك ستوردينا موارد الهلكة.. ! إننا لا طاقة لنا بتبعات هذا الالتزام !"
وإذا زارتك بعض الأخوات الملتزمات المنتقبات.. قال لك: "هل نويت أن تحولي البيت إلى وكر؟ أم ماذا تريدين؟! "
وهكذا..
هكذا سيحاربك الجميع.. الكل سيجاهدك.. حتى نفسك!
ستبدأ -هذه النفس- تورد عليك صور المعاصي القديمة.. تجدين نفسك راقدة في مرة لتراجعي حفظك من سورة البقرة، أو تستمعين إليها.. فتفاجئك نفسك بصورة الولد الذي كان يحاول أن يقترب منك!
فإذا تذكرت الله تعالى .. تساءلتِ: من الذي أتى بهذه الصورة إلى هنا؟! وفي هذا الوقت بالذات؟!
إنها النفس الأمارة بالسوء .. وإنه اللعين الرجيم..
نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن الشيطان الرجيم.
نعم اعلمي أنهم لا يدعونك.. لذلك دعي كل ما يذكر بالمعصية.. اتركيه واهجريه..
اهجري أصدقائك القدامى.. غيّري رقم الهاتف.. غيري حتى عنوان المنزل إن استطعت.. غيري الطريق الذي تمشين منه.. وإذا قابلت إحداهن قدراً فسلمت عليك.. فقولي لها:" السلام عليك يا أخت".. فإن قالت لك: "ما الذي جرى لك؟!"، فقولي لها: "عرفت الله، وحذرني من الشياطين؛ شياطين الجن والإنس".
قولي لها:" إنني أدعو الله لك ليتوب عليك كما تاب علي"
عندها قد يقال عنك:" إنك جُننت! "
دعيهم يقولون ما يشاؤون..
وإذا قالت لك نفسك: "إنني بهذا قد أنفرهم من سلوك الطريق المستقيم.."
فقولي لها: "المهم أن أنجو بنفسي أولاً.. ثم عندما تثبت قدمي أعود لأمد لهم يد العون.."
ولكن ماذا يحدث إذا مددت لهم تلك اليد الآن ولما تثبت أقدامك.. فهششت لهم ، وبادلتِهم الحديث..؟ سوف يذكرونك بأيام معاصيك.. فيدخل الوهن في قلبك.
سيقولون:
"إنك جننتِ.. إننا نعرفك أكثر من نفسك،(النقاب والسواد مش لايق عليكِ) .. أنت لست من هذا الطراز.. هل أنت من مرتادي المساجد؟.. هل نسيت اسم الشاب الذي..؟ .. هل نسيت ما كنت تفعلين؟.. هل يترك كل هذا (عاقل) ليكون مع هؤلاء (المُعقدين)؟.."
أليس هذا ما يقولونه لكِ؟
لذا، فإذا حدث وقابلت إحداهن أو أحدهم فلا تبسطي معهم، ولا تنسي الإنكار ولو بقلبك..
فإن قالت لك إحداهن: "إنني أريدك أن تأتي معي في أمر". فقولي: "إني في طريقي لحضور درس علم".. فإن قيل لك:" إذن غداً؟!".. فقولي: "غداً سأقوم الليل من بعد العشاء وحتى الفجر.." فإن قيل لكِ: "إذن بعد غدٍ؟!".. فقولي: "إنني أنوي أن أختم القرآن بعد غدٍ.." فعندها سيقال: "مجنونة والله!" وييأس منك شيطان الإنس ذلك ويتركك.. وإلا فسيهتدي ويصحبك ويتبعك..
كما قلت لك من قبل: إياك وتلبيس إبليس.. يقول لك: "إنك خُلقتِ للدعوة.." قولي له:" أي دعوة ؟! أنا ما زلت في بداية توبتي!".. ولتعلمي أنت لست مسؤولة عن الدعوة قبل استكمال هداية نفسك.. الزمي الصمت.. اتركي أرض المعاصي.. إنك لن تستطيعي اعتزال الناس في المدرسة.. أو في المنزل.. أو في الطريق.. ستضطرين للتعامل مع الناس.. وعليه: فيجب عليك أن تعزلي نفسك في البداية عن مواطن المعصية لفترة حتى تعتادي الالتزام.
إن نصيحتي لك يا ابنتي أن تلزمي نفسك الصمت.. حولي بينها وبين من يشغلها.. إياك والمعارك الجانبية.. فإذا نظر إليك أبوكِ شذراً لأنك ستخرجين بالسواد، ولا يُظهِر منك شيئاً أبداً.. وقال لك: "ما الذي تنوين عليه؟" فلا تقولي له: "إن النقاب فرض"، ولا تتهميه بالصد عن سبيل الله.. ولكن قومي فقبلي رأسه ويده، وقبلي يد أمك، وقولي لهما: "الحمد لله الذي نجاني من النار بفضل حسن تربيتكما لي.. أو بفضل دعائكما لي.. أو بفضل حرصك يا أبي على أن تطعمنا الحلال الطيب.. ولعلي أنفعكما يوماً".. وذكريهما بحديث: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" [مسلم]
لا تقيمي المعارك في المنزل مع إخوتك أو أبيك أو أمك أو جيرانك أو زملائك؛ فتلهيك المعارك عن اللجوء إلى الله والسير إليه..
لا تفتحي أبواب المعارك.. سدي باب الذرائع عن أي سؤال..
فإذا قال لك أبوكِ:" يا ابنتي.. هل النقاب فرض؟!" فقولي: "كيف حالك يا أبي؟! إنني أحبك.." وحاولي أن تتفادي الصراع ما أمكنك..
[أقصد بذلك أن تمر الفترة الأولى من الالتزام بدون مشاكل بقدر الإمكان، ولكن حتما ستكون المواجهة بالأدلة على فرضية النقاب، وحرمة الغناء، وحرمة الاختلاط، وغير ذلك، والمقصود: عدم استدراج الأخت التائبة إلى عداوة المنزل والأهل فإنهم سيكونون عائقاً شديداً أمام الالتزام.. فالصبر.. الصبر]
وإن قالت لك أمكِ: "هل اتبعت هؤلاء الذين يقولون إن الغناء حرام؟! " فقولي: "ما رأيك يا أمي لو جلست معي فقرأنا ربعين من القرآن، فإنك عندها ستشعرين بجنة الله في القرآن.. إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال.. وقال.." وقُصي لها من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم..
إنك حينها قد ترغبينهم في الدين بحسن خلقك.. وسيشعرون بتحسن حالك.. وسيؤثر فيهم سمتك الصالح.
أما إن أقمت نفسك للفتيا.. وسردت الأدلة على وجوب النقاب، وأن الأئمة الأربعة طيب الله ثراهم قالوا.. وأن ابن تيمية قدس الله روحه قال.. وأن ابن باز وابن العثيمين رحمهما الله قالا.. فإنك لن تجدي الوقت لتصحيح توبتك مع الله ،وإنما عليك بالنصيحة العابرة.. والهمسة الصادقة..
أطيلي الصمت.. وأدمني السكوت.. ولا تخوضي مع الخائضين.. جنبي نفسك الزلل.. ابتعدي عن الخطأ.. انكسري لله.. لا تطغي.. و لا تتكبري..
إذا رأيت العاصيات فاذكري قول الله تعالى: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [النساء: 94]، قولي: "الحمد الله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرٌ من عباده، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.."
وإذا حاول الاقتراب منك أهل الشبهات والجدل والمناقشات.. فاذكري قول الله تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص: 55]
ودائما وأبدا اجعلي أنسك بالله وملجأك وملاذك إليه.. فاعتصمي به وتوكلي عليه..
اللهم يا ولي الإسلام وأهله.. مسكنا بالإسلام حتى نلقاك به
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله والحمد لله رب العالمين
وبعد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" [أحمد، وحسنه الألباني]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك ،وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" [متفق عليه]
وقال علي بن أبي طالب: "لا تصحب الفاجر؛ فإنه يزين لك فعله ويود لو أنك مثله".
وقال بعض السلف: "إياك ومجالسة الأشرار؛ فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري".
أختاه..ليست العدوى من الجليس بمقاله وفعله فقط.. بل بمجرد النظر إليه!
فالنظر إلى الصور يورث في النفوس أخلاقاً مناسبة لخلق المنظور إليه..
إن أول ما يجب عليك أختاه عند توبتك إلى الله وسلوكك سبيله أن تتخلصي من رفيقات السوء فتستبدلي بهن صحبة صالحة.. ثم بعد ذلك لابد من تغيير المكان الذي كنت تعصين الله فيه..
إن الذي قتل تسعة وتسعين نفساً.. بل مائة.. قال له العالم: "إن قومك قوم سوء، وإن في أرض كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم" [مسلم]
اللهم اجمعنا مع الصالحين دنيا وآخرة..
نعم ؛ إنك ينبغي أن تنتبهي لهذا..لأن قضية تغيير الرفقة من الأهمية بمكان..
فأصحاب السوء لا يتركونك، ومن ورائهم الشيطان، لا يريد أن يفلتك.. اسمعي لقول الله سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: 83].. فالشياطين تؤزُّ العصاة إلى المعاصي أزَّا.. تدفعهم دفعاً.. تسوقهم سوقاً.. تقودهم قوداً.. تيسر لهم..
أختاه.. تعوذي بالله من الشيطان الرجيم
نعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الشيطان لن يدعك تتوبين.. سيجاهدك، وسيقف لك بالمرصاد، وسيستعمل كل أسلحته، من معارفك وأصدقائك..
إنك تذكرين يوم كنت تجلسين أمام التلفاز تشاهدين المعاصي، وتسمعين الفجور، ويوم كنت تزورين من كنت تصاحبينهن، فتسمعين عندهن الغناء.. وكذلك كنت تدخلينهن بيتك.. تدخلين بيتك برفقة السوء هذه.. فترحب بهن أمك، ويجلس معهن أبوكِ.. وينشرح صدرهما لمصاحبتك لهن..
فإذا بك يوم التزمت وتبت إلى الله.. قال لك أبوك: يا ابنتي.. "إنك ستوردينا موارد الهلكة.. ! إننا لا طاقة لنا بتبعات هذا الالتزام !"
وإذا زارتك بعض الأخوات الملتزمات المنتقبات.. قال لك: "هل نويت أن تحولي البيت إلى وكر؟ أم ماذا تريدين؟! "
وهكذا..
هكذا سيحاربك الجميع.. الكل سيجاهدك.. حتى نفسك!
ستبدأ -هذه النفس- تورد عليك صور المعاصي القديمة.. تجدين نفسك راقدة في مرة لتراجعي حفظك من سورة البقرة، أو تستمعين إليها.. فتفاجئك نفسك بصورة الولد الذي كان يحاول أن يقترب منك!
فإذا تذكرت الله تعالى .. تساءلتِ: من الذي أتى بهذه الصورة إلى هنا؟! وفي هذا الوقت بالذات؟!
إنها النفس الأمارة بالسوء .. وإنه اللعين الرجيم..
نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن الشيطان الرجيم.
نعم اعلمي أنهم لا يدعونك.. لذلك دعي كل ما يذكر بالمعصية.. اتركيه واهجريه..
اهجري أصدقائك القدامى.. غيّري رقم الهاتف.. غيري حتى عنوان المنزل إن استطعت.. غيري الطريق الذي تمشين منه.. وإذا قابلت إحداهن قدراً فسلمت عليك.. فقولي لها:" السلام عليك يا أخت".. فإن قالت لك: "ما الذي جرى لك؟!"، فقولي لها: "عرفت الله، وحذرني من الشياطين؛ شياطين الجن والإنس".
قولي لها:" إنني أدعو الله لك ليتوب عليك كما تاب علي"
عندها قد يقال عنك:" إنك جُننت! "
دعيهم يقولون ما يشاؤون..
وإذا قالت لك نفسك: "إنني بهذا قد أنفرهم من سلوك الطريق المستقيم.."
فقولي لها: "المهم أن أنجو بنفسي أولاً.. ثم عندما تثبت قدمي أعود لأمد لهم يد العون.."
ولكن ماذا يحدث إذا مددت لهم تلك اليد الآن ولما تثبت أقدامك.. فهششت لهم ، وبادلتِهم الحديث..؟ سوف يذكرونك بأيام معاصيك.. فيدخل الوهن في قلبك.
سيقولون:
"إنك جننتِ.. إننا نعرفك أكثر من نفسك،(النقاب والسواد مش لايق عليكِ) .. أنت لست من هذا الطراز.. هل أنت من مرتادي المساجد؟.. هل نسيت اسم الشاب الذي..؟ .. هل نسيت ما كنت تفعلين؟.. هل يترك كل هذا (عاقل) ليكون مع هؤلاء (المُعقدين)؟.."
أليس هذا ما يقولونه لكِ؟
لذا، فإذا حدث وقابلت إحداهن أو أحدهم فلا تبسطي معهم، ولا تنسي الإنكار ولو بقلبك..
فإن قالت لك إحداهن: "إنني أريدك أن تأتي معي في أمر". فقولي: "إني في طريقي لحضور درس علم".. فإن قيل لك:" إذن غداً؟!".. فقولي: "غداً سأقوم الليل من بعد العشاء وحتى الفجر.." فإن قيل لكِ: "إذن بعد غدٍ؟!".. فقولي: "إنني أنوي أن أختم القرآن بعد غدٍ.." فعندها سيقال: "مجنونة والله!" وييأس منك شيطان الإنس ذلك ويتركك.. وإلا فسيهتدي ويصحبك ويتبعك..
كما قلت لك من قبل: إياك وتلبيس إبليس.. يقول لك: "إنك خُلقتِ للدعوة.." قولي له:" أي دعوة ؟! أنا ما زلت في بداية توبتي!".. ولتعلمي أنت لست مسؤولة عن الدعوة قبل استكمال هداية نفسك.. الزمي الصمت.. اتركي أرض المعاصي.. إنك لن تستطيعي اعتزال الناس في المدرسة.. أو في المنزل.. أو في الطريق.. ستضطرين للتعامل مع الناس.. وعليه: فيجب عليك أن تعزلي نفسك في البداية عن مواطن المعصية لفترة حتى تعتادي الالتزام.
إن نصيحتي لك يا ابنتي أن تلزمي نفسك الصمت.. حولي بينها وبين من يشغلها.. إياك والمعارك الجانبية.. فإذا نظر إليك أبوكِ شذراً لأنك ستخرجين بالسواد، ولا يُظهِر منك شيئاً أبداً.. وقال لك: "ما الذي تنوين عليه؟" فلا تقولي له: "إن النقاب فرض"، ولا تتهميه بالصد عن سبيل الله.. ولكن قومي فقبلي رأسه ويده، وقبلي يد أمك، وقولي لهما: "الحمد لله الذي نجاني من النار بفضل حسن تربيتكما لي.. أو بفضل دعائكما لي.. أو بفضل حرصك يا أبي على أن تطعمنا الحلال الطيب.. ولعلي أنفعكما يوماً".. وذكريهما بحديث: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" [مسلم]
لا تقيمي المعارك في المنزل مع إخوتك أو أبيك أو أمك أو جيرانك أو زملائك؛ فتلهيك المعارك عن اللجوء إلى الله والسير إليه..
لا تفتحي أبواب المعارك.. سدي باب الذرائع عن أي سؤال..
فإذا قال لك أبوكِ:" يا ابنتي.. هل النقاب فرض؟!" فقولي: "كيف حالك يا أبي؟! إنني أحبك.." وحاولي أن تتفادي الصراع ما أمكنك..
[أقصد بذلك أن تمر الفترة الأولى من الالتزام بدون مشاكل بقدر الإمكان، ولكن حتما ستكون المواجهة بالأدلة على فرضية النقاب، وحرمة الغناء، وحرمة الاختلاط، وغير ذلك، والمقصود: عدم استدراج الأخت التائبة إلى عداوة المنزل والأهل فإنهم سيكونون عائقاً شديداً أمام الالتزام.. فالصبر.. الصبر]
وإن قالت لك أمكِ: "هل اتبعت هؤلاء الذين يقولون إن الغناء حرام؟! " فقولي: "ما رأيك يا أمي لو جلست معي فقرأنا ربعين من القرآن، فإنك عندها ستشعرين بجنة الله في القرآن.. إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال.. وقال.." وقُصي لها من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم..
إنك حينها قد ترغبينهم في الدين بحسن خلقك.. وسيشعرون بتحسن حالك.. وسيؤثر فيهم سمتك الصالح.
أما إن أقمت نفسك للفتيا.. وسردت الأدلة على وجوب النقاب، وأن الأئمة الأربعة طيب الله ثراهم قالوا.. وأن ابن تيمية قدس الله روحه قال.. وأن ابن باز وابن العثيمين رحمهما الله قالا.. فإنك لن تجدي الوقت لتصحيح توبتك مع الله ،وإنما عليك بالنصيحة العابرة.. والهمسة الصادقة..
أطيلي الصمت.. وأدمني السكوت.. ولا تخوضي مع الخائضين.. جنبي نفسك الزلل.. ابتعدي عن الخطأ.. انكسري لله.. لا تطغي.. و لا تتكبري..
إذا رأيت العاصيات فاذكري قول الله تعالى: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [النساء: 94]، قولي: "الحمد الله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرٌ من عباده، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.."
وإذا حاول الاقتراب منك أهل الشبهات والجدل والمناقشات.. فاذكري قول الله تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص: 55]
ودائما وأبدا اجعلي أنسك بالله وملجأك وملاذك إليه.. فاعتصمي به وتوكلي عليه..
اللهم يا ولي الإسلام وأهله.. مسكنا بالإسلام حتى نلقاك به
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله والحمد لله رب العالمين