د. عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين 17/4/1429 23/04/2008 |
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فهناك تلازم بين الحوار والدرس، وبين الحوار والأدب, وبين الحوار وحسن السؤال، وبين الحوار واللطف, وبين الحوار واللغة الراقية. وهذا كله من شأنه أن يجعل الحوار يُؤتي أُكله, ويصل إلى أهدافه من بيان الحق , وإقناع الآخر به، ولا سيما أثناء الدراسة الجامعية. لكن المشاهد في الواقع -وأخص بالذكر في المحاضرات الجامعية والدروس العلمية وغيرها- يختلف تماماً عما يجب من لوازم الحوار العلمي المتبادل بين الأستاذ والطالب. وهذا ما أود الحديث عنه بإيجاز . يجدر أن تكون قاعات المحاضرات الجامعية أنموذجاً علميًّا وعمليًّا للتدريب على الحوار النافع، والنقاش الهادف، والخلاف الهادئ، فالبناء العلمي للطالب يبدأ بالسؤال والاستفهام كما جاء في قول نبينا- صلى الله عليه وسلم-إِنَّمَا شِفَاءُ العِي السُّؤَال)، والمعنى أن الجهل داء، والسؤال والتعلم هو العلاج، وبطرح السؤال والحوار من أجل الوصول إلى الإجابة الصحيحة، والعبارة البليغة، والإشارة اللماحة والفهم المصون، لذا فالمحاضرات والدروس التي تخلو من أي حوار ونقاش تكون حتما محاضرات مملة على الطلاب، وكذلك على الأستاذ المتحدث، بل وتضعف بناء حصيلة الطالب العلمية من الحجج والبراهين والأدلة، وتجعل مقدرة الطالب هشة أمام تيارات مواجهة من المفاهيم والأفكار المتدفقة من المعلومات والمعارف، ولن يكتشف هذا الداء العضال إلا حينما يتسنم قيادة الدرس والوظيفة، ويشارك في الرقي العلمي والعملي، كما أن البعد عن الحوار والنقاش العلمي في داخل المحاضرة يُكرس في الطالب العزوف عن السؤال والاستخبار والتحليل والتركيب للمسائل العلمية، مما يؤول بالمتلقي إلى عدم تقبل الحوار مع الآخرين، ومن ثم عدم تمكنه من مهارة التحاور مع غيره، فأنَّى له أن يتمكن من إقناع الآخرين واستمالتهم، سواء مع أقرانه في داخل قاعة المحاضرات، أم مع أسرته، أم مع زملاء عمله ورؤسائه، أم مع محيط المجتمع كله -مستقبلا-. كما أن من مخاطر العزوف عن الحوار والأدب فيه؛ أن يتحول الحوار لدى الطالب إلى جدل عقيم ومقارعة سيئة ومنابذة آثمة، وكأنه في ميدان قتال تُراق فيه دماء المتحاربين بسيوف الألفاظ النابية والفكر المعقد والمسلك المتشنج. ومن هنا فإني أؤكد على أهمية وجود الحوار العلمي المنضبط والهادف في قاعات المحاضرات، والتجديد في وسائل الحوار المنوعة بين الأستاذ والطالب. ومما ينبغي أن يراعى أثناء الحوار ما يأتي: - حسن المقصد, وليس العلو والكبر على الأستاذ أو الزملاء. - الاهتمام باختيار الوقت المناسب للحوار، سواء في أول المحاضرة أم آخرها. - التواضع في القول والعمل, وتجنب ما يدل على العجب والغرور. - حسن الاستماع والإصغاء للطرف الآخر حتى يؤتي الحوار ثمرته المرجوة. - الإنصاف التام فيما هو له أم عليه. - احترام الأستاذ وإجلاله ومن له فضل عليه . - الموضوعية -أي رعاية الموضوع وعدم الخروج منه إلى آخر- ومن الموضوعية التوثيق العلمي أيضا عند سياق الحجج. والله الموفق . |
4 مشترك
الحوار بين الأستاذ والطالب...؟؟؟!!!
omer1086- عضو نشيط جدا
- عدد الرسائل : 273
nbsp :
درجات الاجاده : 0
نقاط : 61870
- مساهمة رقم 1
الحوار بين الأستاذ والطالب...؟؟؟!!!
thanaa- المشرف العام المميز للمنتدي
- عدد الرسائل : 3058
nbsp :
درجات الاجاده : 3
نقاط : 2147546357
- مساهمة رقم 2
رد: الحوار بين الأستاذ والطالب...؟؟؟!!!
سند الحديث
147799 - أن رجلا أصابه جرح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصابه احتلام فأمر بالاغتسال فمات فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 5/22
181727 - ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال
الراوي: - - خلاصة الدرجة: مخرج في "صحيح أبي داود" - المحدث: الألباني - المصدر: رفع الأستار - الصفحة أو الرقم: 51
thanaa- المشرف العام المميز للمنتدي
- عدد الرسائل : 3058
nbsp :
درجات الاجاده : 3
نقاط : 2147546357
- مساهمة رقم 3
رد: الحوار بين الأستاذ والطالب...؟؟؟!!!
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خير جزاء عنا اخى الفاضل عمــر
وان كان الواقع يقول انه لم يعد حوار بين الطالب والاستاذ
" انعدام الحوار فى المدارس والجامعات" ؟؟؟؟؟؟
وربما يكون السبب الرئيسى فى هذا الدروس الخصوصيه فكيف يشعر الطالب بقيمه
الاستاذ وكيف يجله وهو يشعر ان هذا الاستاذ يحضر اليه فى البيت ويقدم اليه الملخصات
ومستعد للكثير من اجل المال
بالاضافه لانتشار الجامعات الخاصه والتى تهدف الى الربحيه المطلقه وانها مجرد
مشروع استثمارى بحت وان الطالب دائما على حق طالما له قدره ماليه
وان الاستاذ عليه التغاضى عن الكثير طالما انه يتقاضى الكثير لقد اختفى دور الاستاذ مع الاسف !!!!!
اسال الله ان يصلح احوالنا جميعا
ننتظر موضوعاتك ومشاركاتك المتميزه داااااااائمــــا
جزاك الله خير جزاء عنا اخى الفاضل عمــر
وان كان الواقع يقول انه لم يعد حوار بين الطالب والاستاذ
" انعدام الحوار فى المدارس والجامعات" ؟؟؟؟؟؟
وربما يكون السبب الرئيسى فى هذا الدروس الخصوصيه فكيف يشعر الطالب بقيمه
الاستاذ وكيف يجله وهو يشعر ان هذا الاستاذ يحضر اليه فى البيت ويقدم اليه الملخصات
ومستعد للكثير من اجل المال
بالاضافه لانتشار الجامعات الخاصه والتى تهدف الى الربحيه المطلقه وانها مجرد
مشروع استثمارى بحت وان الطالب دائما على حق طالما له قدره ماليه
وان الاستاذ عليه التغاضى عن الكثير طالما انه يتقاضى الكثير لقد اختفى دور الاستاذ مع الاسف !!!!!
اسال الله ان يصلح احوالنا جميعا
ننتظر موضوعاتك ومشاركاتك المتميزه داااااااائمــــا
أم مريم- العضو صاحب الحضور الدائم
- عدد الرسائل : 20
nbsp :
درجات الاجاده : 0
نقاط : 62400
- مساهمة رقم 4
رد: الحوار بين الأستاذ والطالب...؟؟؟!!!
ايوة ده صحيح في الجامعات الخاصة بس الحمد لله انها حتى الآن قلة والغالبية العظمى للجامعات الحكومية التي اعتقد انه لا زال فيها الحوار العلمي الهادف الذي يتعلم فيها الطالب امتلاك مهارات الاقناع والتواصل كما اعتقد ان هذا الحوار هام عندما يكون الاستاذ على قدر من سلامة العقيدة لأنه يكون خير قدوة لطلابه يؤثر في شخصياتهم.
هبة الله- المشرفه المميزه
- عدد الرسائل : 1867
العمر : 40
البلد : مصر
الهوايات المفضلة : القراءة
nbsp :
درجات الاجاده : 12
نقاط : 62422
- مساهمة رقم 5
رد: الحوار بين الأستاذ والطالب...؟؟؟!!!
موضوع في غاية الأهمية أخي الكريم عمر
في بلداننا العربية ندرس كل المقاييس العلمية و نوليها الاهتمام
الا جانبا واحدا يتم إهماله و هو الأهم ألا و هو التكوين العلمي للاساتذة
و منهجية القاء المحاضرات و ابلاغ المعلومات للطلبة
و بالفعل أخي الكريم فان اسلوب الحوار بين الطالب و الاستاذ من أهم الاساليب العلمي لجذب اهتمام الطالب و أكثرها تشويقا له
لكن على الأغلب يهمل معظم الأساتذة إشراك طلبتهم في مناقشة المواضيع المطروحة
و هذا ما يققل من أهمية التحصيل العلمي
موضوع هام
جزاكم الله خيرا و نفع بكم