بعد أن تطول بهم المعاناة ويملون من الذهاب للأطباء لطب مشورتهم وعلاجهم يلجأون إلى الاستماع إلى القرآن أو قراءة معانيه المترجمة إلى لغاتهم الأصلية، هذا هو حال بعض الغربيين الآن .
وكانت تقارير صحفية بريطانية قد ذكرت مؤخرا، أنّ مغني "الروك" البريطاني بيت دورتي، المعروف في أوروبا بالعربدة والنزوات والإدمان على المخدرات، لجأ إلى قراءة القرآن، بعد أن حصل على ترجمة بالإنجليزية لمعاني القرآن، للتغلب على محنته في السجن.
يشار إلى أن دورتي، البالغ29 سنة، نزيل منذ أسبوع في زنزانة انفرادية بسجن "لندن وورمود سكراب" بعد أن طلب عزله فيها "حفاظا على سلامته" من نزلاء خطرين وضعوه بينهم منذ3 أسابيع.
قوة روحية
وكانت محكمة لندنية قد أدانت دورتي، وهو نجم فريق "بيبي شامبلز" للروك، بالسجن105أيام لمخالفته شروط حكم سابق بالسجن لشهرين صدر في حقه مع وقف التنفيذ، وكان من أهم شروط هذا الحكم التوقف عن تعاطي المخدرات، إلا أنّ الشرطة عثرت بحوزته على كمية هيرويين، وهو ما أدى لإدخاله السجن الذي لن يخرج منه قبل أواخر يونيو المقبل.
وقال أحد أصدقاء المغني البريطاني لصحيفة "صن" البريطانية الأحد 27/4/2008: إنه اعتكف على قراءة القرآن منذ دخول الزنزانة الفردية".
وأضاف "لديه العديد من الأصدقاء المسلمين الذين شجعوه دوما على دراسة القرآن والاطلاع عليه. والآن هو منفرد في الزنزانة، لديه الوقت لقراءته".
وأوضح للصحيفة "لقد فوجئت إلى أية درجة خفف (القرآن) عنه الإحباط بعد أن كان على حافة تزعزع داخلي، ومن المؤكد أنه يبدو هادئا أكثر الآن. أعتقد أنّ القرآن يرفع من معنوياته، ويساعده في هذه الناحية بالذات".
أما الدكتورة ريتا أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة روما فتقول: إنها لم تحاول الاقتراب من الإنجيل منذ سنوات، وأضافت أنها تفضل اللجوء للقرآن الكريم كثيرًا؛ لما يمتلكه هذا الكتاب المقدس من قوة وروحانية تغذِّي العقل والقلب.
صفاء نفسي!
وأشارت إلى أن الجانب الروحي في القرآن الكريم لا يقارَن بأي كتاب سماوي آخر؛ فالقرآن يستطيع إحياء القلوب، مؤكدةً أن هذه القوة الروحية هي السبب الأهم في إقبال عشرات الآلاف من المواطنين الأوروبيين على اعتناق الإسلام، حيث انزعجوا بشدة من سيادة النزعة المادية، وغياب القوى الروحية المحفِّزة على الاستمرار في الحياة.
وأكدت أن هذا الغياب هو الذي يدفع ملايين الأوروبيين للتفكير في الانتحار؛ لعدم وجود مبرر واحد لحياتهم، ويدفع الكثيرين للبحث عن سبل جديدة لتغذية روحهم ووجدانهم، وهو الأمر الذي يجدونه بشكل قوي في القرآن الكريم، الذي تكفي نظرة واحدة عليه لتغيير وجهات نظر العديد من المواطنين الأوروبيين، وتفكيرهم بقوة في اعتناق الإسلام.
وقالت: إنّ القوة الروحية التي يمتلكها القرآن الكريم هي الوحيدة القادرة على التصدي بقوة لانتشار ما يطلق عليها "الأديان المشبوهة" في القارة الأوروبية؛ مثل شهود ياهو، والديانة السنتالوجية، وهي ديانات ذات طابَع مادي، لا هدف لها إلا إبعاد الأوروبيين عن النصرانية، والبحث عن دين جديد كمزيج بين النصرانية واليهودية، أو ما يطلق عليه عولمة الدين.
تأثير عجيب !
بطرق عديدة عبر الغربيون عن إدراكهم للتأثير الكبير الذي يلعبه القرآن الكريم على النفس البشرية، والتي يجعلها أكثر هدوءا وصفاء بصورة عامة، وفى هذا يحاول المفكر الغربي المعروف مارسيل بوازار أن يصل إلى سر التأثير العجيب للقرآن قائلا:"القرآن يخاطب الإنسان بكليته … من منظور تستطيع نسبته إلى علم النفس التطبيقي.
أما جوته، فإنه يقول :أسلوب القرآن محكم سام مثير للدهشة …فالقرآن كتاب الكتب، وإني أعتقد هذا كما يعتقده.
كل مسلم …وأنا كلما قرأت القرآن شعرت أنّ روحي تهتز داخل جسمي "ولما بلغ جوته السبعين من عمره أعلن على الملأ أنه يعتزم أن يحتفل في خشوع بليلة القدر التي أُنزل فيها القرآن على النبي محمد..
قدرة القرآن الكريم على علاج الأمراض النفسية المختلفة، يشهد بها أيضا العالم الإيطالي كونت ادواردكيوجا، حيث يقول: طالعت وبدقه الأديان القديمة والجديدة وخرجت بنتيجة، هي أنّ الإسلام هو الدين السماوي والحقيقي الوحيد، وأن الكتاب السماوي لهذا الدين وهو القرآن "الكريم" ضم كافة الاحتياجات المادية والمعنوية للإنسان ويقوده نحو الكمالات الأخلاقية والروحية.
المعنى نفسه يشير اليه العالم البريطاني فرد غيوم، الأستاذ بجامعة لندن قائلا: للقرآن "الكريم" نغمة موسيقية خاصة وجمالية عجيبه وتأثير عميق يدغدغ أسماع الإنسان، ولقد تأثر الكثير من المسيحيين العرب بأسلوبه الأدبي ويضيف لقد استمال القرآن "الكريم" الكثير من المستشرقين إليه، فحينما يتلى القرآن "الكريم" نجد نحن المسيحيين أثراً سحرياً في نفوسنا، حيث نُجذب لعباراته العجيبة وحكمه وعبره، ومثل هذه الميزات تجعل المرء يقتنع بأن القرآن "الكريم" لا يمكن منافسته.
علاج الانتحار !
غول الانتحار الذى يفترس الآلاف من الغربيين اليوم ليس له حل سوى القرآن هذا ما يؤكده بعض الأطباء النفسيين، والذين يقولون: إن العلماء الذين درسوا آلاف الحالات لأشخاص قد ماتوا منتحرين على ضرورة العناية بمن لديهم اضطرابات نفسية، قد تؤدي بهم إلى الانتحار. وضرورة رعايتهم من الناحية الطبية وتوفير الحالة النفسية السليمة لهم.ويؤكد الباحث عبد الدائم الكحيلان، القرآن العظيم لم يهمل هذه الظاهرة، فقد أعطى أهمية كبرى حول هذا الأمر وعلاجه فتحدث بكل بساطة ووضوح عن هذا الأمر. بل أمرنا أن نحافظ على أنفسنا ولا نقتلها فقال: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) [النساء: 29] وهو أمر إلهي يجب ألا نخالفه. ويؤكد الكحيل أنّ العلماء في أبحاثهم عن منع الانتحار أنه لابدّ من تعريف الأشخاص ذوي الميول الانتحارية إلى خطورة عملهم وعواقبه وأنه عمل مؤلم وينتهي بعواقب مأساوية.
وهذه الطريقة ذات فعالية كبيرة في منعهم من الانتحار. وهذا ما فعله القرآن، يقول تعالى في الآية التالية مباشرة: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)[النساء: 30]. وتأمل معي هذا العقاب الإلهي: (فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا)إنها بحق نتيجة مرعبة لكل من يحاول أن يقتل