النملة والنجاح
من كتاب د/ عائض القرنى
هكذا حدثنا الزمان (2)
من كتاب د/ عائض القرنى
هكذا حدثنا الزمان (2)
من أعظم الدروس المشهودة فى عالم النجاح النّملة وكيف أنها تعيد محاولتها مرات ومرات حتى تصل إلى غايتها فهى تتسلق الشجرة فتسقط ثم تعاود الصعود فتسقط وهكذا حتى تنجح فى الصعود والحصول على المطلوب من دون كلل ولا ملل وإذا أغلقت عليها طريقها أخذت ذات اليمين وذات الشمال وإذا صعب عليها الصعود تأخرت ثم عادت أقوى مما كانت وربما تبتعد عن طريقها الأول لبعض العوارض لكنّها تعود فى نفس الإتجاه حتى تصل , ولها قوة عجيبة على الإصرار على المطلوب وعدم اليأس حتى ضرب بها المثل وذكروا أنّ إعرابيا سافر لقضاء حاجه فلما تعب من السفر جلس يفكر فى عودته من سفره فرأى نملة تصعد صخرة فتسقط ثم تصعد فتسقط مرات كثيرة ثم صعدت حتى علت الصخرة فقال :
أنا أحق بالصبر والمثابرة من هذه النملة فواصل سفره وأدرك مطلوبه وقال :
اطلب ولا تضجر من مطلب ........... فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول المدى ........... على صليب الصخر قد أثّرا
إنّ فى حياة النملة عبرة لقوم يعقلون .. كفاح وصبر وإصرار ومثابرة ومواصلة ، ثم إنّ النملة لها من الإحتيال لنيل مطلوبها ما يفوق الوصف ، فقد ذكر من ألّف عن النّملة أنها تدخر قوتها من الصيف إلى الشتاء لأنها لا تخرج فى الشتاء كثيرا فتخزن قوت الشتاء ولا تأكله إلا فى حينه وخوفاً من أن ينبت الحبّ المخزون تقوم - بإذن الله الذى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى - بكسر الحبة من وسطها لئلا تنبت ، وإذا مرت فى طريقها بخليج ماء صغير لاتستطيع عبوره تشكل النمل مع مجموعة منها جسراً فوق الماء حيث تتشابك النمل فوق معبر الماء كالجسر فإذا مرت جميع النمل من فوق هذا الجسر انسحب جسر النمل إلى
الطرف الآخر فسبحان الذى أعطى كل شيىء خلقه ثم هدى !!
وإذا وجدت نملة قطعة لحم أو رجل جراده ولم تستطع حملها أو جرّها ذهبت إلى بيت النمل فأحضرت أخواتها من النمل فحملوها معها ، والنمل فيه من الإصرار والمثابرة ما فيه عبرة لمن أراد النجاح حتى أنك لو وضعت فى طريق النمل حجراً لوقفت النملة غير راجعة إلى الوراء بل منتظرة أو محاولة صعود الحجر أو الإتيان عن يمينه ويساره أو اختيار
طريق آخر إلى نفس الإتجاه دون رجوع .
ــــــــــــــــــــ
سبحان الله وصلوا على رسول الله