السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ليلتها الأولى وضع يده اليمنى على ناصية رأسهاوهي كوردة فواحة
وأسمعها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم اني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه،وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه}}
ثم همس في أذنها بعذوبة سمعتها لأول مرة
جعلك الله من نواصي الخير المباركة ، وأقر بك عيني وسمعي وبصري
ومضت الأيام الأولى وهي ترى الزوج يتلمس سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام مع أهله
فسرت به وجعلت قلبها بين يديه
ما رفع يديه الا داعيا ومكبرا ،وما أطلق بصره الا نحوها ،كريم المحيا،
كثير الاستغفاركأنما ألهم الذكر الهاما
تحسس يوما موضع ألم صغير في رأسها،وجعل كفه على موضع الألم وبدأ يقرأ عليها وينفث
وهي تنصت للآيات وكأنها المرة الأولى التي تسمعها
ثم ذكرها بأجر الصبر عند البلاء حتى انفرجت سريرتها
وأتم الأمر بأن أسمعها دعاء تحبه والعين الحانية نحوها..اللهم اجعلها زوجتي في الجنة
تأملت في حال زوجها متسائلة
كيف هو ذلك الرجل قوي الهيبة صادعا بالأمر بالمعروف ناهيا عن المنكر
ثم هو في هجعة الليل غزير الدمعة كثير البكاء حتى انك لترحمه من كثرة تألمه وتوجعه
وهو يشتكي الى الله عز وجل ذنوبه وتقصيره
تعجبت في الأيام الأولى .. دائم النظر الى معصمه مهموم لأمر ينتظر قدومه
يظل يحرص بين الحين والآخر على عقارب الساعة ،ألديه رحلة؟أم أن موعدا مهما اقترب
ولما ارتفع صوت المؤذن قام فزعا فأحسن الوضوء وخرج بسكينة ووقار
فكان ذلك أهم موعد وأعظمه
دائم القرب من والديه
يهدي الكلمة الطيبة ويحدثهم بحديث فيه تبسيط وادخال سرور
أما صباح يوم الجمعة فهو يجلس الساعة أو تزيد خادما ومعلما لتردد والدته سورة الكهف خلفة
قال يوما على استحياء : ماجعلت والدي يطلب أمرا ، بل أعرض عليه ما يحب لتهنأ نفسه وتقر عينه
يطرق برأسه كثيرا مهموما من أمر أرق مضجعه وأجرى دمعه
توجست أن دينا كبيرا ركبه والدائن يطلبه
لكنّه أسر اليها : كيف الخاتمه يازوجتي والخروج من الدنيا .. ويوم تطير فيه الصحف
ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ، والميزان حينئذ بمثاقيل الذر
عندها علمت لماذا كف لسانه وعف حديثه عن سيرة فلان وغيبة آخر
وعجبت من مجاهدته نفسه من أمر الدعوة الى الله عز وجل وكتمان أعماله حتى وكأنه من رعاع الناسلا يعمل شيئا، وهو رجل بألف أو يزيد
أهمها يوما قدوم ضيوف أعزاء فاءذا بقايا من تراب وأثر من غباروالوقت قد ضاق
فما رأت عينها أجمل منه وقد حمل ما ينظف به ويزيل
وهو يهمس: كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكون في حاجة أهله، وأرجوا أن أني أصبت من تلك السنة شيئا
قرأت ذات مساء عن غيرة سعد بن عبادة رضي الله عنه فاءذا به نصيب أوفر من الغيرة عليها والحرص على سترها .. ها هو يتنقل بها من مستشفى في أقصى الغرب الى آخر في الشرق
حتى يجد الطبيبة المسلمة ، ولما حان وقت المخاض قال لها: لي عام كامل وأنا أصونك عن عين الرجال
يا ترى هل أسلمك في حال ضعفك ومرضك .. لن يتكشفك رجل ولو كلفني الأمر الكثير
قالت له الممرضةوهو يقف على باب غرفة الولادة : أنت أفضل رجل رأيته، تهدئ من روع زوجتك وتخفف من آلامها
قال:نعم وأعظم الألم وأشده على المرأة العفيفة أن تترك في هذه الحالةنهبا للأعين في غرفة الولادة
وفي الممرات!
نموذج لرجل تهفوا الى قلبه العفيفات التقيات النقيات ، وهن بمثله أحرى وأولى
وسبحان الله عز وجل القائل: {{ والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات}}
منقول للافادة