منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


    توبة فتاة في روضة القرآن

    جوهرة القلب
    جوهرة القلب
    عضو نشيط جدا
    عضو نشيط جدا


    انثى عدد الرسائل : 206
    البلد : المغرب
    بلد العضو : توبة فتاة في روضة القرآن Moroccoflsmnwmaa1
    nbsp : توبة فتاة في روضة القرآن 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59970

    مع التحية توبة فتاة في روضة القرآن

    مُساهمة من طرف جوهرة القلب 16/6/2008, 2:19 am

    القصة الخامسة
    توبة فتاة في روضة القرآن


    تقول هذه التائبة:
    أنا طالبة في المرحلة الثانوية، أعيش في دولة ((الإمارات العربية)) ولها معزة خاصة عندي؛ ففي هذا البلد وفقني الله إلى طريق الهداية. منذ قدومي إلى هذا البلد الشقيق وأنا قد أقمت حلفا مع حضرة الأستاذ الموقر ((التلفزيون)) كنت لا أفارقه لحظة!! كنت لا اترك مسلسلا ولا برنامج أطفال ولا أغنية ولا تمثيلية إلا وأشاهدها!!
    فإذا جاء برنامج ديني أو ثقافي فسرعان ما أغلق الجهاز فتسألني أختي لما فعلت ذلك؟ فأجيبها بخبث محتجة بكثرة الواجبات المدرسية والمنزلية، فتقول لي: الآن تذكرتي الوجبات؟ أين كنت عند مشاهدتك لتلك المسلسلات والأغاني والبرامج التافهة؟وقد كانت أختي هذه على عكسي تماما، منذ أن علمتها أمي الصلاة لم تتركها إلا لعذر، أما أنا فلا أواظب عليها بل لا أكاد أصليها في الأسبوع إلا مرة أو مرتين، لقد كانت أختي تتجنب التلفاز بقدر الإمكان، وقد أحاطت نفسها بصديقات صالحات يساعدنها على فعل الخير.
    كانت دائما تذكرني بالله وتعظني، فما ازداد إلا استكبارا وعنادا بل كانت ساعات جلوسي أمام التلفاز تزداد يوما بعد يوم.

    خطر التلفاز

    والتلفاز يتفنن في عرض أنواع المسلسلات التافهة، والأفلام الهابطة، والأغاني الماجنة التي لم أدرك خطورتها إلا بعد أن هداني الله عز وجل، فله الحمد والشكر.
    كنت افعل ذلك كله وأنا في قرارة نفسي على يقين تام من أن ذلك حرام!! وان طريق الهداية واضح لمن أراد أن يسلكه، فكانت نفسي كثيرا ما تلومني، وضميري يعذبني بشدة، لاسيما وان الأمر لم يكن مقتصرا على ارتكاب المعاصي بل تعداه إلى ترك الفرائض. لذا كنت دائما أتجنب الجلوس بمفردي، حتى عندما اخلد إلى النوم والراحة فإني أحاول أن اشغل نفسي بكتاب أو مجلة، حتى لا ادع مجالا لتوبيخ النفس أو تأنيب الضمير.

    طريق الهداية

    وظللت على هذا الحال مدة خمس سنوات حتى جاء اليوم الذي وفقني الله فيه إلى طريق الهداية، كنا في إجازة نصف العام وأرادت أختي أن تلتحق بدورة لتحفيظ القرآن الكريم في إحدى الجمعيات الإسلامية فعرضت علي أن اذهب معها، فوافقت أمي ولكني رفضت بل رفضت بشدة، وأقمت الدنيا وأقعدتها وقلت بأعلى صوتي: لا أريد، وكنت عازمة في قرارة نفسي على العكوف على هذا الجهاز الذي أصبح جزءا لا يتجزء من حياتي العابثة، فمالي ومال حلقات تحفيظ القرآن!!

    القرآن والغناء لا يجتمعان

    وحضر أبي فشكوت له ما حدث، فقال لهم: دعوها ولا تجبروها على الذهاب، واتركوها على راحتها، وكانت لي عند أبي معزة خاصة؛ لأني ابنته الوسطى؛ فليس لي سوى أختي الكبرى وأخي الذي يصغرني بكثير، وقد قال ذلك وهو يظن أني محافظة على صلاتي، ولم يكن يعلم أن الأمر مختلف جدا.
    صحيح لم أكن اكذب علية حين يسألني أصليتي؟ فأقول: نعم؛ فقد كنت أقوم واصلي أمامه عندما يكون موجودا فإذا ذهب إلى عملة تركت الصلاة.
    وكان أبي يمكث في عمله من ثلاث إلى أربعة أيام، وذات يوم طلب أبي مني أن أرافق أختي ولو لمرة واحدة، فإن أعجبني الحال وإلا فلتكن المرة الأولى والاخيره،فوافقت لأني أحب أبي ولا أرد له طلبا.


    روضة القرآن

    وانطلقت إلى روضة القرآن...
    هناك رأيت وجوها متوضئة مشرقة بنور الإيمان، واعين باكيه لم تدمن النظر إلى الحرام مثلما كنت افعل، فتمالكني شعور فياض لا استطيع له وصفا، شعور بالسعادة والرهبة، يخالطه إحساس بالندم والتوبة. وأحسست بأنني قريبة من الله عز وجل، فرق قلبي وانهمرت دموعي ندما على الأوقات التي ضيعتها في غير مرضات الله عز وجل أمام شاشة التلفاز، أو في مجالس اللغو مع رفيقات السوء اللاتي لا هم لهن إلا القيل والقال.
    كم كنت غافلة عن تلك المجالس النورانية التي تحفها الملائكة وتغشاها السكينة والرحمة، والتي ذقت فيها من نعم الله ما لم أذق قط في حياتي.
    عشت في جانب القرآن هادئة النفس مطمئنة السريرة قريرة الضمير، وانتهيت إلى يقين جازم حاسم انه لا صلاح لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعه ولا طهارة، إلا بالرجوع إلى الله.
    إن الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه، نعم لقد هداني الله عز وجل، وقد كنت أبارزه بالعصيان، وأقدم ما يرضي نفسي على ما يرضيه سبحانه، وما يأمرني به الشيطان على ما يأمرني به الرحمن!!.
    باختصار لقد كنت غافلة فأيقظني القرآن { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا }الإسراء: 9
    واليوم أتساءل كيف كنت سألقى ربي لو لم يهدني؟ حقا إنني خجلة من نفسي وقبل ذلك من ربي وصدق القائل:

    فيا عجبا كيف يعصى الإله.... أم كيف يجحده الجاحد

    وفي كل شيء له آية... تدل على انه واحد
    أتوب إليك ربي وأستغفرك، انك أنت التواب الرحيم.
    أختي الحبيبة حلقات القرآن في انتظارك، فلا تترددي في الالتحاق بها والله يحفظك ويرعاك.

    سبحان الله

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/9/2024, 10:24 am