أيتها الساعة المعلقة هنا منذ سنين طويلة ..
أما زلت تدورين لا تهدئين لحظة ولا ثانية ؟
ألم تنهك لحظات أو فترات مؤلمة من حياتك وأنت في مكانك لا تبرحين ثانية ؟
لطالما أرقني أمرك العجيب..
تطوين الأيام والشهور والسنين لحظة بلحظة لا تفوتك أي منها..
تدركين عمرك بدقة متناهية..
وأنت أيها الإنسان أما زلت لا تحب أن تأخذ العبرة من تلك المعلقة أمامك ؟!
أما زلت قابع هناك في تلك الزاوية تعيد تلك الذكريات وترجعها مرة أخرى ؟!
أما زلت تذرف دموع تلك الذكرى المؤلمة التي طواها النسيان ودفنت مع من دفن معها ؟!
أما زلت تسكت ذلك النداء في داخلك كلما علا صوته العذب ؟!
أما زلت تهيم في دروب لا نهاية لها إلا الضياع ؟!
أما زلت تحلم بذلك المارد الذي يترجم كل ما في ذهنك إلى حقيقة؟!
عد إلى تلك المعلقة على الجدار أمامك.. وتأملها طويلاً.. لتأخذ منها العبرة..
لا تقف أبداً ولا لبرهة تطوي الساعات والأيام والسنين خلفها لحظة بلحظة ..
لا تلق بالاً لذكرى مؤلمة.. أو حتى لغد قد بدت أفقه المظلمة ..
ثابتة الخطى منتظمة.. واثقة المقصد ذات همة..
وبعدها لتأخذك الغيرة..
لنفسك ولمن حولك ولهذه الأمــة