ياطيفَ فاطمةَ الرزانِ سـلامُ *** يبكي عليك الطُهرُ والإسلام ُ
يا درّةَ الأخلاقِ، يا نعشَ الندى *** تفديكِ منّا الروحُ والأجسـامُ
الصِّبرُ في جَنْبِ العقيدةِ بلسمٌ *** والجرحُ دون حياضها يلتامُ
ولقد يموتُ الخائبون على الهوى *** ومصارعُ الهِمَمِ الجِسامِ جسامُ
ها قد وُلدتِ من البلاءِ زكيّـةً *** إن البلاءَ طهـارةٌ و وسـامُ
أضحى هُتافُكِ يقظةً دينيـةً.. *** فأولو الصَّبـابةِ سُجّدٌ و قيامُ
وكأن صوتَكِ نفثةٌ روحيـّة ٌ *** تُحيي عظامَ المجـدِ وهي رِمامُ
سالتْ بأوردةِ الإباءِ فحُطِّمَتْ *** هامُ الضلالِ.. وزُلْزلتْ أقدامُ
أسميّةَ العصرِ انتصرتِ، وإنما *** عُمْـرُ الـذين تجبّـروا أيامُ..
جسدُ المجاهدِ للشظيّةِ واللَّظى *** وجسومُنا لقذى القبورِ طعامُ
والقيدُ والسجـنُ المؤجَجُ رفعةٌ *** فكلاهما لكِ حليةٌ و مقـامُ..
وكتابُكِ الدامي بشـارةُ نفـرةٍ *** فكأن سَبْكَ حروفِهِ ألغــامُ
ودموعكِ الحمراءُ موجٌ عاصفٌ *** ونشيجُ صدرِكِ ثورةٌ وضِرامُ
ودعاؤكِ المبحوحِ في غسقِ الدُّجى *** فوقَ العدوِ صواعقٌ و سهامُ
هي أمّةٌ سقطت مبادئُها، وقــدْ *** أذِنَتْ بوَشْكِ هلاكِها الأيـامُ
جاءوا بثوب الكبرياء كأنهـم *** زُمُرُ الملائكِ والشعوبُ سوامُ !!
خرجوا رئاء الناسِ.. حلفـاً أبترا *** فهووا بوثبات الجهادِ وهامـوا
جاءوا "لتحرير العبادِ" من الهدى!! *** وهمُ عبيدُ الشهوةِ الأقــزامُ
جاءوا "لتحقيق العدالةِ" والرَّخا !! *** وعلى يديهم تُنقضُ الأحكـام!!
جاءوا –فواعجبي- لحقنِ دمائنا!! *** فجَرَتْ بها الأغوارُ و الآكـامُ!!
وأتوا لإطلاقِ القيـود فأُصمِتَتْ *** فكأن يومَ أبي غريبٍ عـامُ !!
علموا بأنّكِ في عفافِكِ آيـــةٌ *** جُلّى.. يُضامُ الدينُ حينَ تُضامُ
ففضَحْتِ مبدأهم.. ودُسْتِ قناعَهم *** حتى اشمأزّتْ منهمُ الأنعـامُ
وأقمتِ في دربِ الكرامةِ والفـدا *** جيلاً عن الثارات ليسَ ينـامُ
في كلِّ رابيةٍ تَرَصّـدُ ضيغـمٍ *** وبكلِّ فج ٍّ هجمــةٌ وقَتـامُ
ورحلتِ والتأريخُ صاغكِ قدوةً *** يرنو لها الصوّامُ و القُـوّام ُ
والمسكُ يعبقُ من دمائكِ عاطرا *** وعليكِ من شجنِ القلوب زحامُ
وقفتْ تُشيّعكِ المحاجرُ والحشـا *** فكأن نعشكِ في السماءِ غمـامُ
والمرجفونُ تلفّعوا رُقعَ الونى.. *** وكساكِ فينا الصبرُ والإقـدامُ..
أرأيتِ وجـهَ الكفرِ فظّاً حينما *** يُهجا التُّقى.. وتُقدّسُ الآثـامُ!!
أرأيتِ كيف الأرض يُسرقُ خيرُها *** والطفـلُ يوءدُ والقتيـلُ يُلامُ
أرأيتِ كيف العرض يُهتكُ جهرةً *** والجُرمُ عُرفٌ واللصوصُ كرامُ!!
أرأيتِ حين تعطّلت خيلُ الفِـدا *** كيف استطال البغيُ والإجرامُ!!
أرأيتِ قطعان النِّـفاق تقاطـرت *** وعمائمَ "الآياتِ" كيف تُسَامُ !!
يا أمتي لـن تبْلُغـي قمـمَ العُلا *** إلا بشـرعِ اللهِ حيـنَ يُقـامُ
هذي شعوبُكِ في العراءِ طريدةً *** يتضورونَ.. كأنهـمْ أيتـامُ
أسفـي على أنّات ألفِ عفيفـةٍ *** والكونُ ينصتُ والمُنى أوهامُ!!
أسفي على صرخاتهنّ ولم يُجبْ *** إلاّ الصدى واللهوُ و الأنغـامُ!!
أسفي على عرضٍ تدنّسَ طُهرهُ *** وتمزّقتْ عن نوره الأكمـامُ ..
أسفي على هارونَ فوقَ جوادِهِ *** وعُرى السياسةِ مصحفٌ وحُسامُ
يتراعدُ النقفورُ من عزمــاتِهِ *** والهندُ تشمخُ عزّةً والشــامُ
أسفي على المجدِ الذي دالتْ به *** بعد التلاحمِ فُرْقةٌ و خِصـامُ
في ذمّة الرَّحمن آسية الرِّضا *** فبطيبِ ذكركِ طابتْ الأقلام ُ
في ذمة الله الفـؤادُ وأعظـمٌ *** وحشـا بكل فضيلةٍ مُلْتـامُ
وترابها في الكرخِ روضٌ عابقُ *** بردٌ على جُثمانها و ســلامُ
سيظلُ صوتُكِ للزمانِ.. كأنمـا *** نادى بلالٌ فانتخى الضرغامُ
فترقّبي ميـلادَ فَجْرِكِ.. إنمـا *** هذا المخاضُ ودونه الآلام ُ..
كم فارسٍ هزَّ الوجودَ بمـوتهِ *** لتقومَ مِنْ أشلائـِهِ أقـوام ُ!!...
والسلام عليكم ورحمة الله
سميّة العصر !!..
تحيّة لأختنا السجينةِ الشهيدةِ –بإذنِ الله- فاطمةَ العراقية الحافظة العابدة، صاحبة رسالة الإستغاثة من سجن "أبوغريب"..