بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث الاول: عن امير المؤمنين ابى حفص عمر
بن الخطاب رضى الله عنه
1. قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:انّما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء مانوى .فمن كانت كانت هجرته الى ورسوله, فهجرته الى الله ورسوله ,ومن كانت هجرته لدنيا يصبها او امرة ينكحها فهجرته الى ما هجر اليه. رواه اماما المحدثين ابو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخارى رقم1
وابو الحسنين مسلم بن الحجاج بن المسلم القشيرى النيسابورى رقم
1907
فى صحيحيهمااللذين هما اصح الكتب المصّنفة.
هذا الحديث صحيح متفق علي صحته وعظيم موقعه
وجلالته وكثرة فوائده رواه الامام ابو عبدالله البخارى ,فى غير موضع من كتابه
ورواه ابو الحسين مسلم بن الحجاج فى اخر
كتاب الجهاد,وهو احد الاحاديث التى عليها مدار الاسلام ,قال الامام احمد ,
والشافعى,رحمهما الله (يدخل فى حديث الاعمال بالنيات
ثلث العلم) قله البيهقى , وغيره.سبب ذلك ان كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجواحه
والنيةاحدالاقسام الثلاثة .وروى عن الشافعى رضى الله تعالى عنه انه قال يدخل هذا
الحديث فى سبعين بابا من الفقه , وقال جماعة من العلماء هذا الحديث ثلث الاسلام .
واستحب العلماء ان تستفتح المصنفات بهذا الحديث,وممن ابتدا به فى اول كتابه
الامام ابو عبدالله البخارى ,وقال عبدالرحمان بن مهدى ,ينبغى لكل من صنف
كتابا ان يبتدىءفيه بهذا الحديث تنبيها للطالب على تصحيح النية.
وهذا الحديث مشهور بالنسبة الى اوله لانه لم يروه عن النبى صلى الله عليه وسلم
الا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولم يروه عن عمر ,الا علقمة بن ابى وقاص ولم يروه
عن علقمة الاّ محمد بن ابراهيم التيمى ,ولم يروه عن محمد بن ابرهيم الاّ يحيى بن سعيد
الانصارى ,ثم اشتهر بعد ذلك فرواه عنه اكثر من مائتى انسان اكثرهم ائمة .
ولفظة( انما ُ) للحصر تثبت المذكور وتنفى ما عداه وهى تارة تقتضى الحصر المطلق
وتارة تقتضى حصرا مخصوصا يفهم ذلكبالقران كقوله تعالى:
(انّما انت منذر ) سورة الرعد الاية 7
فظاهره الحصر فى النذارة والرسول لا ينحصرفى ذلكبل له اوصاف
كثيرة جميلة كالبشارةوغيرها وكذلك قوله تعالىLL
انّما الحياة الدنيا لعب ولهو )
سورة محمد والاية36.
فظاهره , والله اعلم الحصر باعتبار من اثارها وامّابالنسبة الى مافى نفس
الامر فقد تكون سببا الى الخيرات ويكون ذالك من باب التغليب
فاذا وردت هذه اللفظة فاعتبرها فان دل السياق والمقصورمن الكلام
على الحصر فى شىء مخصوص فقل به والاّفاحمل الحصر على الاطلاق
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم:انما الاعما بالنيات
والمراد بالاعمال الاعمال الشرعية ومعناه لا يعتدبالاعمال
بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم النجاسة
فلا تحتاج الى نية لانها من باب التروك
والترك لا يحتاجالى نية.
وذهب جماعة الى صحة الوضوء والغسل بغير نية.
وفى قوله :انمّا الاعمال بالنيات ) محذوف واختلف
العلماء فى تقديره فالذين اشترطوا النية قدروا صحة الاعمال
بالنيات , والذين لم يشترطوها قدروا كمال الاعمال
بالنيات .وقولهوانمّا لكل امرىء ما نوى )قال الخطابى يفيد معنى خاصا
غير الاول وهو تعيين العمل بالنية ,وقال الشيخمحيى الدين النووى :
فائدة ذكره ان تعيين المنوى شرط فلو كان على انسان صلاة مقضية
لا يكفيه ان ينوى الصلاة الفائتة بل يشترط ان ينوى كونها ظهرا او عصرا
او غيرهما ولولا اللفظ الثانى لا اقتضى الاول صحة النية بلا تعيين او اوهم ذلك
والله اعلم.
وقوله :فمن كانت هجرته الى الله ورسوله: المتقرر عند اهل العربية
ان الشرط والجزاءوالمبتدا والخبر لا بد ان يتغايرا وههنا قد وقع الاتحاد
وجوابه( فمن كانت هجرته الى ورسوله )نية وقصدا
فهجرته الى الله ورسوله< حكما وشرعا .وهذا الحديث
ورد على سبب لانهم نقلواان رجلا هاجر
من مكة الى المدينة ليتزوج امراة
يقال لها ام القيس
لا يريد بذلك
فضيلة
الهجرة
فكان
يقال له
مهاجر
ام قيس,والله اعلم.
اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم امين يارب العالمين
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوانى
واخواتى فى الله لا تنسوووووووووووونى من صالح دعاااااااائكم ودمتم فى رعايةالله.