من طرف Bassant 9/7/2008, 7:46 pm
دعونا من المراوغة وتعالوا نتكلم بصراحة:
القصص والحكايات والمنامات والمناقشات.. إلخ
كل هذه مآسي ظاهرة، لكن قد يُتستر عليها بستار الدين فتُنسب إليه..
أيها الأحبة؛ إن الكلام شهوة، وكل هؤلاء لا يقلون خطراً عن المتكلمين في
الفن والرياضة وغير ذلك..
كلام، كلام، والملائكة لا تمل أن تكتب، ولا تغفل عن أن تكتب، وستُسأل عن كل
كلمة.
فتب إلى الله من القصص والحكايات قولا وسمعا واغتنم لسانك في ذكر الله
تعالى.ومما ينبغي أن يتوب منه لسانك قبل رمضان:
المجاملات والمبالغات التي ليست إلا نفاق وقسوة قلب بشعة..
وكذلك التهريج والمزاح والفحش والبذاء، والمسمى -بالباطل- في عصرنا بـ (خفة
الدم) !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
56654 - ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء .
الراوي: عبدالله بن مسعود
-
خلاصة الدرجة: إسناده جيد
-
المحدث: الذهبي
-
المصدر: المهذب
-
الصفحة أو الرقم: 8/4200
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
67348 - لا تكثروا الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب
الراوي: أبو هريرة
-
خلاصة الدرجة: إسناده جيد
-
المحدث: الألباني
-
المصدر: السلسلة الصحيحة
-
الصفحة أو الرقم: 506
فاتقوا الله يا قومنا، ونزهوا ألسنتكم عن فضول الكلام، فضلاً عن الفحش
والبذاء والتهريج والمزاح.
إنك تحتاج أيضاً لتوبة في
علاقاتك! كثيرا ما تسأل أحدهم: كم جزءا قرأ من القرآن الكريم، ويكون الجواب: أنا
أتمنى والله أن أقرأ، ولكن المشكلة.. ليس هناك وقت!
وحين تسأل أين ضاع الوقت؟ وكيف ضاع الوقت؟
فإنك ستجد أن من أخطر ما يضيع الوقت: كثرة الاختلاط بالناس..
إننا نستهين بمكالمة لمجرد المجاملة، قد يضيع فيها نصف ساعة، ومصافحة
وكلمتين (ع الماشي) بعد الصلاة أمام المسجد يضيع فيها نصف ساعة أخرى، وهكذا
تضيع الأوقات بغير فائدة، والعبد مسؤول عن عمره فيما أفناه.
لابد أن تُحجم علاقاتك.. أن تختصر معارفك.. ليس هناك مجال لأداء حقوق كل
هؤلاء
والتوبة من هذا تكون بتحقيق الإخلاص في العلاقات، بإقامة صرح الحب في الله،
وأن تحب المرء لا تحبه إلا لله، فتنضبط العلاقات بضابط الحب في الله والبغض
في الله، فتكون عبادة.
وإن أكبر آفات العلاقات أن تكون العلاقة آثمة
بين رجل وامرأة مهما زعموا أنها (علاقة بريئة!)
دعونا نكون صرحاء !
ليست هناك علاقة بريئة، كلها علاقات محرمة، إننا يا قوم عبيد، يحكمنا دين
يقوم على أمر ونهي، وليس الحاكم في ذلك العادات والتقاليد، أو الهوى
والشهوات..
فتجب التوبة قبل دخول رمضان من كل علاقة آثمة حتى يطهر القلب..
حتى قلبك يحتاج إلى توبة
توبة من الخواطر، وأحلام اليقظة التي يستمتع بها بعض الناس.
أخي الحبيب: لا يقتلك الوهم، عش الحقيقة وإياك من الخواطر الرديئة،
اجعل خواطرك تحت السيطرة، لا تدعها تخرج من تحت يدك، إنك إذا تركت الخواطر
ترعى في قلبك وعقلك بغير ضابط ولا رابط؛ فستعيش الوهم وتصدقه..
كم من الناس قتلهم وهم (المشيخة)، وهم ليسوا على شيء؟ وآخرون قتلهم وهم طلب
العلم وعاشوا أحلام اليقظة في ثياب فضفاضة ليست من ثيابهم.
أخي الحبيب.. قبل رمضان عش الحقيقة، وانس الوهم، وتب إلى الله، واستعن
بالانشغال بالأعمال على الخروج من الأوهام..
يحتاج قلبك أيضا أن يتوب من التعلق بغير الله:
قال سبحانه: {
وَاتَّخَذُوا
مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا = كَلَّا
سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا}
[مريم: 81، 82]
فإياك أخي الحبيب والتعلق بغير الله، الكل سيخذلك ويتخلى عنك إلا الله
العظيم، فلا تنشغل بالآخرين، واجعل انشغالك بمن ينفعك انشغالك به، تب من
التعلق بالأسباب والتعلق بغير الله.
قل لقلبك أيضاً: تب من الأماني والتسويف وطول الأمل:
إخوتي في الله: أحذركم من السين وسوف، قال الحسن البصري: ليس الإيمان
بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، وإن قوماً غرتهم
أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، قالوا: (نحسن الظن بالله)
وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
قل لقلبك أيضاً: تب من العجب والكبر والغرور ورؤية النفس:
أمراض تقتل الإيمان وتذهب بالعبد إلى الجحيم، فالمعجب محبط عمله،
والمتكبر لا يدخل الجنة، والغرور قتال، ورؤية النفس تجعلك تختال..
فاحذر يا مسكين؛ فإنك لا تدري بم يُختم لك، تب من ذلك كله وانكسر واخضع وذل
لربك، لعل أحد هؤلاء الذين تزدريهم قد سبقك إلى الجنة بمراحل، ولله في خلقه
شؤون، فاحذر..
عجل بالتوبة، ومن تواضع لله رفعه
تب من
الكسل
ونحن على أبواب رمضان، والكل يعرف فضائل رمضان، ولكن ماذا أفاد هذا العلم؟
أين العمل؟!
إن الكسلان يقينه ضعيف في الوعد والوعيد، تأمل حديث النبي صلى الله عليه
وسلم:
22236 - من قال : سبحان الله وبحمده غرس الله له ألف ألف نخلة في الجنة أصلها ذهب وفروعها در وطلعها كثدي الأبكار ، أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، كلما أخذ منها شيء عاد كما كان
الراوي: أنس بن مالك
-
خلاصة الدرجة: منكر
-
المحدث: ابن عدي
-
المصدر: الكامل في الضعفاءالصفحة أو الرقم: 2/390
-
فوزن
ساق النخلة من ذهب مئات (الكيلوغرامات)، هذا ثمن كل ثانية من عمرك، وأنت
تضيعه (شذر مذر).. لا تبالي ولا تذر، وإنما أتيت من ضعف يقينك، لو ثبت
يقينك في هذا الوعد، ما ضيعت لحظة من عمرك، وما ركنت إلى الكسل وترك
العمل.. اعمل يا كسلان.
وبعض الناس يريد التفلت من الدين لكن بدين!
فهو يبحث كسلاً عن الرخص، ويتخذ الخلاف بين العلماء مسوغات للهروب، فكل
المسائل عنده فيها خلاف بين العلماء، وهو يرجح فيها بهواه، ويختار ما يوافق
شهوته، ويظن أنه على شيء، {وَيَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ = اسْتَحْوَذَ
عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ
الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
[المجادلة: 18، 19]
تب أخي الحبيب من هذا الترخص المهين، واستعن بالله على الأخذ بالعزائم،
والعمل الجاد المثمر، والله المستعان.
وقد جعلت التوبة من الكسل آخر هذه العناصر؛ حتى لا نكسل في التوبة، فلنسارع
الآن.. حالاً.. ونتب إلى الله..
إخوتاه..
هذه التوبة لازمة.. ليست استعداداً لرمضان فحسب؛ فلعلنا لا ندرك رمضان،
ولكنها لازمة استعداداً للموت، فقد تموت الآن في هذه اللحظة؛
إذاً فتب ولا
تسوف
اللهم ارزقنا
قبل رمضان توبة، وقبل الموت توبة
واللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
|
توبة مهمة قبل فتح أبواب الجنة
|