[size=18][/size]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة
للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
أما بعد......
اخوتى فى الله لدينا اليوم حادثة الإفك تلك الحادثة التى أذت
مشاعر الحبيب صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحى أربعون يوما حتى أنزل الله
البراءة والسكينة معا.....مصاحبا لهما عذاب شديد لمن يقذف محصنة بغير دليل
او شهود عدول....ولنرى نسيج القصة كما روتها أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
فقد روت رضى الله عنها أنها خرجت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام
فى غزوة بنى المصطلق....
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل آذن ليلة بالرحيل
فقمت إلى بعض شأنى..فلما رجعت إلى الرحل لمست صدرى فإذا عقدى قد انقطع
فرجعت فالتمسته فحبسنى ابتغاؤه...قالت وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونى
فاحتملوا هودجى_وكان ذلك بعد نزول آية الحجاب_
فرحلوه على بعيرى الذى كنت أركب عليه وهم يحسبون أنى فيه.........
فبعثوا الجمل فساروا ووجدت عقدى بعدما استمر الجيش...فجئت منازلهم وليس
بهل داع ولا مجيب فيممت منزلى الذى كنت به وظننت أنهم سيفقدوننى
فيرجعون إلى....وكان صفوان بن المعطل من وراء الجيش فأصبح عند منزلى
فرأى سواد إنسان فعرفنى حين رآنى وكان رآنى قبل الحجاب.. وكنت قد غلبتنى عيناى
فنمت فاستيقظت باسترجاعه حين عرفنى.....فخمرت وجهى بجلبابى ووالله ما تكلمنا
بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه.....وهوى حتى أناخ راحلته
فقمت إليها فركبتها فانطلق يقود بى الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين فى نحر الظهيرة
وهم نزول فهلك من هلك فى شأنى....وكان الذى تولى كبر الإفك عبد الله بن أبى بن سلول
قالت واشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا ..والناس يفيضون فى قول الإفك ولا أشعر بشئ
من ذلك غير أنى لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذى كنت أرى منه
حين أشتكى إنما يدخل فيسلم ثم يقول: كيف تيكم ؟
فلما نقهت خرجت ذات ليلة مع أم مسطح لقضاء حاجة-ولم نكن قد اتخذنا الكنف-فلما
رجعنا عثرت أم مسطح فى مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت
أتسبين رجلا قد شهد بدرا ؟! قالت :أولم تسمعى ما قال ؟........
قالت فأخبرتنى بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضى...وبكيت تلك الليلة حتى
أصبحت لا يرقأ لى دمع ولا أكتحل بنوم وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير
بعض أصحابه فى الامر وفى فراق أهله ...فمنهم من يقول :يا رسول الله هم أهلك ولا
نعلم إلا خيرا ومنهم من يقول :لم يضيق الله عليك .النساء كثير واسأل الجارية -يعنى بريرة-
تصدقك ...فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة وسألها هل رأيت من شئ يريبك من
عائشة ؟فأخبرته أنها لم تعلم عنها الا الخير.
فقام عليه الصلاة والسلام على المنبرفقال: يا معشر المسلمين من يعذرنى من رجل قد بلغ
أذاه فى أهل بيتى ؟فوالله ما علمت على أهلى الا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا
فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله...إن كان من الأوس ضربنا عنقه
وان كان من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك...فتلاغط الناس فى المسجد حتى أسكتهم رسول الله
ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبواى عندى وهما يظنان أن البكاء فالق كبدى
ولم يجلس عندى منذ قيل ما قيل وقد لبث شهرا لا يوحى إليه فى شأنى بشئ.......
قالت :فتشهد حين جلس ثم قال :أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغنى عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة
فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفرى الله وتوبى إليه......
قالت :فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعى حتى ما أحس منه قطرة
فقلت لأبى: أجب عنى رسول الله فقال والله لا أدرى ما أقول.....
فقلت لأمى :أجيبى عنى فقالت والله ما أدرى ما أقول.....فقلت والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم
بهذا حتى استقر فى نفوسكم وصدقتم به فإن قلت لكم إنى بريئة-والله يعلم انى بريئة-
لا تصدقونى فى ذلك ولئن اعترفت لكم بأمر-والله يعلم انى بريئة-لتصدقننى.......
إنى والله ما أجد لى ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف(فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)
قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشى...
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد
حتى أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم:فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء
عند الوحى حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق فى اليوم الشات من ثقل القول
الذى انزل عليه قالت: فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك
فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال:أبشرى يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت أمى
قومى إليه(اى اشكريه) فقلت :لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذى
أنزل براءتى...........
قال تعالى(إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم
لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم)سورة النور
قالت وكان أبى ينفق على مسطح لقرابته منه ولفقره فقال: والله لا أنفق عليه شيئا أبدا
بعد الذى قال لعائشة فأنزل الله عز وجل (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا
أولى القربى)ألى قوله (ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)النور
فقال ابو بكر: بلى والله إنى لأحب أن يغفر الله لى فرجع الى مسطح النفقة
التى كان ينفقها عليه
ثم خرج صلى الله عليه وسلم الى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله تعالى
من القرآن فى ذلك ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش
وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة
للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
أما بعد......
اخوتى فى الله لدينا اليوم حادثة الإفك تلك الحادثة التى أذت
مشاعر الحبيب صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحى أربعون يوما حتى أنزل الله
البراءة والسكينة معا.....مصاحبا لهما عذاب شديد لمن يقذف محصنة بغير دليل
او شهود عدول....ولنرى نسيج القصة كما روتها أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
فقد روت رضى الله عنها أنها خرجت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام
فى غزوة بنى المصطلق....
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل آذن ليلة بالرحيل
فقمت إلى بعض شأنى..فلما رجعت إلى الرحل لمست صدرى فإذا عقدى قد انقطع
فرجعت فالتمسته فحبسنى ابتغاؤه...قالت وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونى
فاحتملوا هودجى_وكان ذلك بعد نزول آية الحجاب_
فرحلوه على بعيرى الذى كنت أركب عليه وهم يحسبون أنى فيه.........
فبعثوا الجمل فساروا ووجدت عقدى بعدما استمر الجيش...فجئت منازلهم وليس
بهل داع ولا مجيب فيممت منزلى الذى كنت به وظننت أنهم سيفقدوننى
فيرجعون إلى....وكان صفوان بن المعطل من وراء الجيش فأصبح عند منزلى
فرأى سواد إنسان فعرفنى حين رآنى وكان رآنى قبل الحجاب.. وكنت قد غلبتنى عيناى
فنمت فاستيقظت باسترجاعه حين عرفنى.....فخمرت وجهى بجلبابى ووالله ما تكلمنا
بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه.....وهوى حتى أناخ راحلته
فقمت إليها فركبتها فانطلق يقود بى الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين فى نحر الظهيرة
وهم نزول فهلك من هلك فى شأنى....وكان الذى تولى كبر الإفك عبد الله بن أبى بن سلول
قالت واشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا ..والناس يفيضون فى قول الإفك ولا أشعر بشئ
من ذلك غير أنى لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذى كنت أرى منه
حين أشتكى إنما يدخل فيسلم ثم يقول: كيف تيكم ؟
فلما نقهت خرجت ذات ليلة مع أم مسطح لقضاء حاجة-ولم نكن قد اتخذنا الكنف-فلما
رجعنا عثرت أم مسطح فى مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت
أتسبين رجلا قد شهد بدرا ؟! قالت :أولم تسمعى ما قال ؟........
قالت فأخبرتنى بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضى...وبكيت تلك الليلة حتى
أصبحت لا يرقأ لى دمع ولا أكتحل بنوم وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير
بعض أصحابه فى الامر وفى فراق أهله ...فمنهم من يقول :يا رسول الله هم أهلك ولا
نعلم إلا خيرا ومنهم من يقول :لم يضيق الله عليك .النساء كثير واسأل الجارية -يعنى بريرة-
تصدقك ...فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة وسألها هل رأيت من شئ يريبك من
عائشة ؟فأخبرته أنها لم تعلم عنها الا الخير.
فقام عليه الصلاة والسلام على المنبرفقال: يا معشر المسلمين من يعذرنى من رجل قد بلغ
أذاه فى أهل بيتى ؟فوالله ما علمت على أهلى الا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا
فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله...إن كان من الأوس ضربنا عنقه
وان كان من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك...فتلاغط الناس فى المسجد حتى أسكتهم رسول الله
ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبواى عندى وهما يظنان أن البكاء فالق كبدى
ولم يجلس عندى منذ قيل ما قيل وقد لبث شهرا لا يوحى إليه فى شأنى بشئ.......
قالت :فتشهد حين جلس ثم قال :أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغنى عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة
فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفرى الله وتوبى إليه......
قالت :فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعى حتى ما أحس منه قطرة
فقلت لأبى: أجب عنى رسول الله فقال والله لا أدرى ما أقول.....
فقلت لأمى :أجيبى عنى فقالت والله ما أدرى ما أقول.....فقلت والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم
بهذا حتى استقر فى نفوسكم وصدقتم به فإن قلت لكم إنى بريئة-والله يعلم انى بريئة-
لا تصدقونى فى ذلك ولئن اعترفت لكم بأمر-والله يعلم انى بريئة-لتصدقننى.......
إنى والله ما أجد لى ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف(فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)
قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشى...
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد
حتى أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم:فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء
عند الوحى حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق فى اليوم الشات من ثقل القول
الذى انزل عليه قالت: فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك
فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال:أبشرى يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت أمى
قومى إليه(اى اشكريه) فقلت :لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذى
أنزل براءتى...........
قال تعالى(إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم
لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم)سورة النور
قالت وكان أبى ينفق على مسطح لقرابته منه ولفقره فقال: والله لا أنفق عليه شيئا أبدا
بعد الذى قال لعائشة فأنزل الله عز وجل (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا
أولى القربى)ألى قوله (ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)النور
فقال ابو بكر: بلى والله إنى لأحب أن يغفر الله لى فرجع الى مسطح النفقة
التى كان ينفقها عليه
ثم خرج صلى الله عليه وسلم الى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله تعالى
من القرآن فى ذلك ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش
وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم