بيان في السحر
السحر علم حقيقي ثابت بالكتاب والسنة،
وله أصوله التي ينبني عليها، وهو ليس ظاهرة إنسانية محضة كما يقول به البعض، بل له ارتباط وثيق بشياطين الجن. ورغم أن السحر علم حقيقي، لكن جانبا من الظل فيه يبقى غامضا وخفيا، ويصعب الخوض فيه دون الرجوع إلى العلوم الإنسانية والروحية الأخرى، كعلم النفس وعلم الباراسيكلوجيا (1)، فهي الأقدر على إماطة اللثام عن الجانب الخفي منه، والإجابة عن أسئلة من قبيل : ما هو السحر ؟ وما هي طبيعته و ماهيته ؟ وما هي كيفية و طريقة تأثيره ؟ وهذه الأسئلة ومثيلاتها، لا يمكن الإجابة عنها داخل نطاق الحقل الديني، بل تحتاج إلى علماء متخصصين من مختلف فروع العلوم الإنسانية، هذا إذا ما سلمنا بأن السحر علم حقيقي، وهو كذالك بالفعل، وقد حاول الإمام القيم ابن قيم الجوزية وغيره الإجابة عن بعض هذه الأسئلة في شقها الإنساني، القابل والخاضع لتجربة، فقال بأن السحر ينتج عن تكيفات خبيثة لنفسية الساحر، يكون لها تأثيراتها في الأجسام والطبائع، والحقيقة أن الإمام قدم تصورا لطبيعة السحر، يوافق أحدث ما اكتشف في علم الباراسيكولوجيا، القائل بأن بعض الأشخاص، يمكن لهم القيام بتركيزات خاصة لقواهم الباطنية، يمكن تصويبها باتجاه شخص معين أو مجموعة أشخاص، هذه التركيزات تخرج على شكل موجات كهرمغناطسية تستقر داخل خلايا عصبية خاصة فوق طبقة الجلد، يمكن بواسطتها التأثير على الشخص المقصود إما سلبا أو إيجابا، وحسبنا والحقيقة هذه أن نتكلم في هذا المقام عن السحر من وجهة شرعية كما قدمها العلماء، وتتعلق بتعريفه وحكم تعلمه وحكم فاعله وجزاؤه وأنواعه وطرائق صنعه وصور تأثيراته وأضراره وأغراضه وأعراضه وسبل علاجه والوقاية منه، بأسلوب مجمل ومختصر، لا يهدف إلى الإحاطة بالموضوع وجمع شعثه فهذا ما لا سبيل إليه في هذه العجالة، كما أننا لا نتوخى البحث في أصل السحر وأصل نشأته وبدايات ظهوره، وحشر الأدلة في كل نقطة، نقطة بقدر ما نهدف إلى إعطاء نبذة سريعة عنه، وتكوين فكرة سليمة وصورة صحيحة، تكون تبويبا ومدخلا في اتجاه تناول وتحليل ظاهرة السحر، في أبعادها الإنسانية ثقافيا ودينيا وعلميا، بعيدا عن أية إسقاطات معرفية مسبقة، نابعة من تراثنا ومخيالنا الشعبي المشبع بالخرافة. (1)علم الباراسيكولوجيا : هو العلم الذي يهتم بدراسة القدرات غير المألوفة التي يحوزها بعض الأشخاص كما أنه يهتم بتفسير الإدراك بدون الحواس الخمس ويستخدم هذا العلم علوما عديدة مثل الطب والفيزياء البيولوجية بالإضافة إلى كل العلوم الإنسانية مثل علم النفس والاجتماع ولهذا يطلق عليه حاليا أب العلوم.
تعريف السحر لغة :
السحر ما لطف مأخذه ودق. المصدر المعجم الوسيط (1/419) دار الفكرقال الأزهري : أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره. تهذيب اللغة ( 4/ 290 )قال الليث : السحر عمل يقرَّب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه.روى شمر ابن عائشة قال : العرب إنما سمت السحر سحرا لأنه يزيل الصحة إلى المرض. المصدر لسان العرب (4/ 349) بيروت تعريف السحر في اصطلاح الشرع : قال ابن قدامة المقدسي : هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة فمنه ما يقتل، وما يمرض وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغٌض أحدهما إلى الأخر أو يحبب بين اثنين.قال ابن قيم الجوزية رحمه الله : هو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة وانفعال القوى الطبيعية عنها. زاد المعاد (4/126) وكذالك قال بن خلدون في مقدمته. أما دائرة المعارف البريطانية فإنها تعرف أبسط أنواع السحر بأنه مناشدة الأرواح الشريرة لإرغامها على أن تسكن أو تهجر شيئا ما سواء أكان هذا الشيء شخصا أم مكانا تسيطر عليه هذه الأرواح وتتحكم فيه. وهذا التعريف يبدو متناقضا، فكيف يتم الجمع بين مناشدة الأرواح الشريرة وإرغامها. وتبقى صعوبة تعريف السحر قائمة، فالتعاريف الكثيرة والمختلفة الموجودة للسحر هي فرع عن تصوره، الذي يبقى دائما بحاجة إلى بدل المزيد من الجهد لضبطه على ضوء نتائج العلوم الروحية، ووفق ما جاء في الكتاب والسنة مستظلين ومسترشدين بفهم سلفنا الصالح.
وظيفة السحر:
إن وظيفة السحر في نظري تكمن و تتركز أساسا في خلق وتهيئة الظروف الفسيولوجية نفسها التي تظهر على الإنسان عقب تعرضه لأحد الحالات الأربع المسببة للمس وهي الخوف والغضب والحزن والغفلة لتمكين خادم السحر من دخول الجسم وتأدية وظيفته وغرض السحر الذي بعث من أجله، ويتأكد هذا الاستنتاج والتصور عند النظر في الطرق العلاجية الخاصة بالسحر والمس التي وردت في كل من الكتاب والسنة والتي يتجه قسم منها لإزالة تلك الأعراض الفسيولوجية في حين يتجه القسم الأخر لتأثير على شيطان الجن.
لماذا يحتاج ساحر الجن لساحر الإنس :
إن شياطين الجن وسحرتهم لا يستطيعون القيام بأية عملية سحرية بمعزل عن ساحر الإنس الذي يبقى له الدور الرئيسي في أية عملية سحرية من خلال تأثير نفسيته الشريرة ونفث ريقه، اللهم إلا ما ورد في السنة من عقد الشيطان على قافية رأس النائم ثلاثا وهي عقد سحرية ولاشك لكن تأثيرها لا يدوم طويلا وسرعان ما يزول بالذكروالصلاة ، إنه وبتأثير من نفسية الساحر وريقه يتم الوصول إلى عمل وظيفة السحر الذي تحتاجه شياطين الجن لتأثير على الإنسان المسحور من داخله وخارجه الأمر الذي لا تستطيعه سحرة وشياطين الجن بمفردها وينحصر دورهم في رسم وتعليم ساحر الإنس الطقوس الشركية المؤدية لهذه الغاية والتي عليه أن يؤديها بامتثال وطاعة كبيرتين تصل حد العبادة حتى تخبث نفسه وتصل إلى عمل وظيفة السحر، وبالمقابل فإن ساحر الإنس يحتاج إلى معونة شياطين الجن بعد حصول وظيفة السحر لتكليفهم بغرضه وهو في هذه الحالة يشمل كل أنواع السحر وأغراضه من تفريق وصرف وعطف إلخ... لكن هذه المعونة لها مقابل وهو الشرك والكفر بالله تعالى وتخلي الساحر عن آدميته، إن ساحر الإنس وساحر الجن قرينان توحدهما إرادة الشر إلتقيا على معصية الخالق و الإفساد في الأرض.
لماذا لا يقوم سحرة الإنس والجن بسحر العالم :
إن عمل السحر عملية معقدة وهي في الغالب تتكون من أربعة أطراف وهم شياطين الجن والساحر ومن قصده والضحية أو الضحايا والساحر يحتاج دائما إلى شيء من أثر المراد سحره أو ما يدل على شخصيته حتى يتمكن من بث تركيزاته فيه وتتمكن شياطين الجن من الاستدلال والتعرف عليه وهذا هو بيت القصيد فليس كل من قام وسمّى نفسه ساحرا يستطيع الوصول إلى بث تركيزاته والتأثير على الغير وليس كل الناس تذهب عند السحرة لعمل السحر لهم وهذا مكمن السر في استحالة قيام السحرة بسحر الناس جميعا وتبقى إرادة الله وإذنه هي المتصرفة والمتحكمة في هذا الأمر فقد تتوفر لساحر الإنس والجن كل الشروط اللازمة لنجاح العملية السحرية لكن مشيئة الله تأبى إلا سلامة ونجاة هذا العبد
كما قال تعالى" وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " آية 102 البقرة .
حكم تعلم السحر :
تعلم السحر كفر لأن من لوازم تعلمه الشرك والكفر
لقوله تعالى "وَمَا يُعَلمَاِن ِمنْ أَحًدٍ َحتَى َيُقولاَ إِنَمَا َنحْنُ ِفْتَنةٌ َفلاَ تَكْفُر" آية 102 البقرة. وقول رسول الله صلى الله عليه كما جاء في تمام الحديث كما هو عند النسائي من حديث أبى هريرة " ومن سحر فقد أشرك "
حكم إتيان السحر وفعله :
من أتى السحر سواء أكان هازلا أم جادا أو معتقدا حرمته أم لا فهو كافر، ويستوون كلهم في هذا الحكم بل يكفر وإن سمََّى نفسه بغير اسم الساحر. والمسألة بتفصيلها في كتاب فتاوى العلماء في علاج السحر والمس والعين والجان التي أصدرتها مشكورة لجنة الإفتاء وهيئة كبار العلماء بالسعودية.
حكم الساحر وجزاؤه :
عقوبة الساحر في الإسلام هي القتل من غير استتابة، ولمن أراد الإستزادة فعليه بكتاب الدكتور عمر سليمان الأشقر عالم السحر والشعوذة ففيه بحث نفيس أوفى المسألة حقها فليراجع.
أضرار السحر وتأثيراته:
السحر منه ما يمرض ويقتل ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وضرره على النفس والعقل والبدن حاصل ومتيقن وصور تأثيراته تتجاوز الأفراد والأشخاص، إلى الممتلكات من المال والدواب والعقار.
أنواع السحر:
تتعدد أشكال السحر وأنواعه وطرائق صنعه والمواد المستخدمة فيه، لكنه يبقى محصورا في كونه إما مأكولا أو مشروبا أو مشموما أو مدفونا أو معلقا في الهواء، أو مدرورا في الرياح، أو منثورا أو مسكوبا و مسفوحا على الأرض، أو معقودا أو مثبتا في شيء أو على شيء، أو عبارة عن تلاوات وأقسام وعزائم و رقى، أو صادر عن تكيفات و تركيزات باطنية، يتوصل إليها الساحر بأنواع من المجاهدات والرياضات الشيطانية، أشبه ما تكون في طريقة تأثيرها بالعين والحسد.
سحر التخييل :
سحر التخييل سحر عظيم لأنه يِؤثر على العين فترى الأشياء على غير حقيقتها وطبيعتها فيظن الرائي أنه أمام معجزة أو خرق لقوانين الأشياء المعروفة، وهو كما سماه القرآن سحر عظيم لأن الكفر والشرك فيه أشد ولأن له ثأثيرا بالغا في صد الناس عن الحق لاختلاط واشتباه أمره مع أمر المعجزة ولأن الساحر يستغني فيه عن معونة الشيطان ويكتفي بتأثيراته النفسية وتركيزاته الباطنية التي يكتسبها بمجاهدات ورياضات شيطانية خاصة وعزلة عن العالم تامة وطويلة تصبح له فيها قدرات غير مألوفة يستطيع بها التأثير على الإدراك البصري لجمع غفير من الأفراد والجماعات بكيفية وصورة واحدة ولا يأتي بمثله إلا كل ساحر عليم نبغ في علوم السحر وغاص وتعمق في أبحره وشعبه وأصبحت له دراية تامة بأبوابه وكل ما قد يراه أو يشاهده البعض منا اليوم لا يعدو أن يكون خدعا علمية تستغل فيها القوانين والظواهر الطبيعية أو إيحاءات تنويم مغناطيسية أو ألعاب خفة أو تمثلات شيطانية حقيقية أو بعضا من تأثيرات السحر المأكول أو المشروب على أعين بعض المسحورين أو تخييلات ناتجة عن الإصابة بالمس الشيطاني بسبب سيطرة الجن على المراكز البصرية في المخ أو هي تهيؤات و هلاوس غير حقيقية منبعها التعرض لأمراض نفسية أو عضوية أو تأثيرات لبعض الأدوية والمواد التي يتناولها بعض الأشخاص، ولأن سحر التخييل فيه شبه من المعجزة فسيبقى الوسيلة الأفضل و الأمثل التي يقع عليها اختيار الحاملين لدعاوي الألوهية لفتنة الناس وإضلالهم وهذا ما سيلجأ إليه الدجال في آخر الزمان والذي سيسلك نفس طريق سلفه فرعون في ادعائه الألوهية ودعوته الناس لعبادته وسعيه لتثبيت ملكه عن طريق استخدام هذا النوع من السحر الذي يظهر ويسود في المجتمعات التي يغيب فيها العقل والإيمان.
هل هناك سحر بلا جن :
نعم يوجد هناك أنواع من السحر الداخلي والخارجي التي تؤثر على الإنسان وتؤدي غرضها باستقلال تام عن خدمة ومعونة الشيطان.كسحر التخييل وكبعض أنواع السحر المأكول والمشروب والتي تشبه في تأثيرها تأثير سحر التخييل وتمنح المسحور قدرة الجلاء السمعي والبصري وقدرة الإحساس والمشاهدة لعالم الجن والشياطين وغالبا ما يستخدم هذا النوع من السحر لأغراض التفريق والصرف والعطف أو للإصابة بالجنون وهناك أيضا أنواع من سحر الربط التي تصيب الجسم بالكسل والخمول ويكون تأثيرها أشبه ما يكون بتأثير الأدوية المخدرة.
من يبطل السحر :
الإعتقاد الصحيح أن الله تعالى يبطله إذا شاء بما شاء وكيف يشاء بسبب أو بغير سبب إذ أن قدرة الله تعالى فوق الأسباب وغير متعلقة بها فهو سبحانه خالق ومسبب هذه الأسباب لكن اتخاذها واجب شرعي نحن مأمورون به شرط أن تكون مباحة في نفسها وموافقة لضوابط الشرعية في التداوي
قال تعالى " قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله " آية 79يونس فك السحر:
إن العديد من الناس يظنون أنه بمجرد العثور على السحر يبطل تلقائيا بإذن الله وتنتهي المشكلة ولا يبقى لها وجود وهذا لا يصح مطلقا إلا في حالة سحر التخييل إذ المسألة هنا متعلقة بتحديدنا الإجرائي للسحر وفهمنا وتصورنا لطبيعته ودوره ووظيفته التي يؤديها وعلاقته بعالم الجن والشياطين ومن هنا يجب البدأ و الانطلاق لفهم الطريقة المثلى لفك السحر وتتكون عملية فك السحر من شقين أساسين أحدهما متعلق بنوع السحر والأخر بخادم هذا السحر من شياطين الجن فإن إيجاد السحر والتعامل معه ليس إلا الخطوة الأولى في عملية العلاج إذ تبقى مشكلة خادم هذا السحر الذي يتحول في هذه الحالة إلى شيطان ماس معاند ويتم التعامل معه بناءا على هذا الأساس ووفق طريقة علاج المس الشيطاني.
كيف تتعامل مع السحر إذا وجدته :
أولا إنتبه : لا تلمسه قبل أن تحصن نفسك إما بالوضوء وقراءة آية الكرسي أو بالمسح بالإخلاص و المعوذتين. ثانيا : لا تحرقه من أول وهلة لأن هناك نوع من السحر يثور على صاحبه عند إحراقه. ثالثا : إقرأ عليه الفاتحة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين ثم أنفث عليه برقيك سبعا وإن كان من الأنواع المعقودة فاقرأ على كل عقدة وأنت تفكها هذا الدعاء ثم أنفث عليها " بسم الله تربة أرضا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا " يكرر الدعاء والنفث سبعا. رابعا : إن وجدته مكتوبا بمداد أو غيره فخذ كأسا من الماء وأضف له ملحا واقرأ فيه نفس الآيات والسور السابقة ثم ضعه فيه مدة من الزمن وبرهة من الوقت حتى تمحى كتابته ثم ارمه بعدها بعيدا عن طريق الناس. خامسا : أحيانا يكون السحر منثورا أو مسفوحا ومسكوبا على الأرض وفي هذه الحالة يكفيك فيه فقط أن ترشه ببعض من ماء القرآن.
أغراض السحر:
تتعدد أغراض السحر حسب الأغراض المطلوبة من الساحر، وإذا علمت هذا عرفت أن أغراض السحر لا حصر لها ولا عدد، فالسحر يدخل في السياسة والاقتصاد وعالم المال والأعمال، ويدخل في العلاقات الاجتماعية وهلم جرا، و لا تخلو طبقة من طبقات المجتمعات البشرية من استخدام السحر كوسيلة لتحقيق غاياتها وأهدافها، ولهذا تبقى أغراض السحر خارج دائرة الإحصاء كما هي رغبات البشر.
أعراض السحر وعلاماته :
تنقسم أعراض السحر إلى قسمين الأولى من جهة النوع والثانية من جهة الغرض تدل على وجود السحر ونعرف بها المسحور.
أعراض السحر من جهة النوع :
إن كان السحر مأكولا أو مشروبا: ألم دائم في المعدة ليس له سبب طبي– قيء مستمر– سقوط كثيف لشعر الرأس –وتدهور ونقص في الصحة العامة للجسم بشكل سريع– نحافة وضعف في الجسم– إصفرار وشحوب في الوجه.
وإن كان السحر خارجيا مدفونا أو نحوه : ضيق في الصدر يزداد بعد العصر والمغرب– سرعة وعدم انتظام في دقات ونبضات القلب– ارتفاع في ضغط الدم ليس له سبب طبي– ثقل في اليد اليسرى – شرود ذهني مفرط.
أعراض السحر من جهة الغرض :
أغراض السحر كثيرة ومتعددة، والمريض غالبا ما يعاني من مشكلة محددة يعرف بها غرض السحر، كالتمريض و التخييل والتفريق ولكل حالة من هذه الحالات وغيرها أعراضها المميزة لها.
أغراض السحر كلها تشترك في هذه الأعراض والعلامات :
- شعور مجهول بالخوف وارتباك واضطراب نفسي ليس له سبب واضح يمنع صاحبه من الانطلاق في الحياة وكأنه مقيد.- غضب وضيق ينزل على صاحبه فجأة ويلزمه خارج طباعه المعتادة.- تظهر عليه مجمل علامات مس التخبط والصرع.- شرود ذهني مفرط يمنع صاحبه من التركيز ويفقده صفة التفاعل مع محيطه ومع الآخرين.
إن مما يستخلص من هذا الفصل أن السحر ممارسة كونية لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات بما في ذالك القديمة والحديثة الشرقية والغربية، الإسلامية والمسيحية، البوذية والكونفوشيوسية، التوحيدية والوثنية على السواء وتظل العائلة
والمجتمع والعلاقة بين الجنسين أحد أهم الحقول المفضلة لنشاط الممارسات السحرية ومسرحهما الأساسي الذي تشتغل فيه ولو لم يكن السحر موجودا وله فعالية مرئية ومحسوسة لتخلى الناس عنه منذ قرون و لما شهدت هذه الممارسات الإنتشار الذي تعرفه على صعيدي الزمان والمكان.
منقول للإفاده
السحر علم حقيقي ثابت بالكتاب والسنة،
وله أصوله التي ينبني عليها، وهو ليس ظاهرة إنسانية محضة كما يقول به البعض، بل له ارتباط وثيق بشياطين الجن. ورغم أن السحر علم حقيقي، لكن جانبا من الظل فيه يبقى غامضا وخفيا، ويصعب الخوض فيه دون الرجوع إلى العلوم الإنسانية والروحية الأخرى، كعلم النفس وعلم الباراسيكلوجيا (1)، فهي الأقدر على إماطة اللثام عن الجانب الخفي منه، والإجابة عن أسئلة من قبيل : ما هو السحر ؟ وما هي طبيعته و ماهيته ؟ وما هي كيفية و طريقة تأثيره ؟ وهذه الأسئلة ومثيلاتها، لا يمكن الإجابة عنها داخل نطاق الحقل الديني، بل تحتاج إلى علماء متخصصين من مختلف فروع العلوم الإنسانية، هذا إذا ما سلمنا بأن السحر علم حقيقي، وهو كذالك بالفعل، وقد حاول الإمام القيم ابن قيم الجوزية وغيره الإجابة عن بعض هذه الأسئلة في شقها الإنساني، القابل والخاضع لتجربة، فقال بأن السحر ينتج عن تكيفات خبيثة لنفسية الساحر، يكون لها تأثيراتها في الأجسام والطبائع، والحقيقة أن الإمام قدم تصورا لطبيعة السحر، يوافق أحدث ما اكتشف في علم الباراسيكولوجيا، القائل بأن بعض الأشخاص، يمكن لهم القيام بتركيزات خاصة لقواهم الباطنية، يمكن تصويبها باتجاه شخص معين أو مجموعة أشخاص، هذه التركيزات تخرج على شكل موجات كهرمغناطسية تستقر داخل خلايا عصبية خاصة فوق طبقة الجلد، يمكن بواسطتها التأثير على الشخص المقصود إما سلبا أو إيجابا، وحسبنا والحقيقة هذه أن نتكلم في هذا المقام عن السحر من وجهة شرعية كما قدمها العلماء، وتتعلق بتعريفه وحكم تعلمه وحكم فاعله وجزاؤه وأنواعه وطرائق صنعه وصور تأثيراته وأضراره وأغراضه وأعراضه وسبل علاجه والوقاية منه، بأسلوب مجمل ومختصر، لا يهدف إلى الإحاطة بالموضوع وجمع شعثه فهذا ما لا سبيل إليه في هذه العجالة، كما أننا لا نتوخى البحث في أصل السحر وأصل نشأته وبدايات ظهوره، وحشر الأدلة في كل نقطة، نقطة بقدر ما نهدف إلى إعطاء نبذة سريعة عنه، وتكوين فكرة سليمة وصورة صحيحة، تكون تبويبا ومدخلا في اتجاه تناول وتحليل ظاهرة السحر، في أبعادها الإنسانية ثقافيا ودينيا وعلميا، بعيدا عن أية إسقاطات معرفية مسبقة، نابعة من تراثنا ومخيالنا الشعبي المشبع بالخرافة. (1)علم الباراسيكولوجيا : هو العلم الذي يهتم بدراسة القدرات غير المألوفة التي يحوزها بعض الأشخاص كما أنه يهتم بتفسير الإدراك بدون الحواس الخمس ويستخدم هذا العلم علوما عديدة مثل الطب والفيزياء البيولوجية بالإضافة إلى كل العلوم الإنسانية مثل علم النفس والاجتماع ولهذا يطلق عليه حاليا أب العلوم.
تعريف السحر لغة :
السحر ما لطف مأخذه ودق. المصدر المعجم الوسيط (1/419) دار الفكرقال الأزهري : أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره. تهذيب اللغة ( 4/ 290 )قال الليث : السحر عمل يقرَّب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه.روى شمر ابن عائشة قال : العرب إنما سمت السحر سحرا لأنه يزيل الصحة إلى المرض. المصدر لسان العرب (4/ 349) بيروت تعريف السحر في اصطلاح الشرع : قال ابن قدامة المقدسي : هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة فمنه ما يقتل، وما يمرض وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغٌض أحدهما إلى الأخر أو يحبب بين اثنين.قال ابن قيم الجوزية رحمه الله : هو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة وانفعال القوى الطبيعية عنها. زاد المعاد (4/126) وكذالك قال بن خلدون في مقدمته. أما دائرة المعارف البريطانية فإنها تعرف أبسط أنواع السحر بأنه مناشدة الأرواح الشريرة لإرغامها على أن تسكن أو تهجر شيئا ما سواء أكان هذا الشيء شخصا أم مكانا تسيطر عليه هذه الأرواح وتتحكم فيه. وهذا التعريف يبدو متناقضا، فكيف يتم الجمع بين مناشدة الأرواح الشريرة وإرغامها. وتبقى صعوبة تعريف السحر قائمة، فالتعاريف الكثيرة والمختلفة الموجودة للسحر هي فرع عن تصوره، الذي يبقى دائما بحاجة إلى بدل المزيد من الجهد لضبطه على ضوء نتائج العلوم الروحية، ووفق ما جاء في الكتاب والسنة مستظلين ومسترشدين بفهم سلفنا الصالح.
وظيفة السحر:
إن وظيفة السحر في نظري تكمن و تتركز أساسا في خلق وتهيئة الظروف الفسيولوجية نفسها التي تظهر على الإنسان عقب تعرضه لأحد الحالات الأربع المسببة للمس وهي الخوف والغضب والحزن والغفلة لتمكين خادم السحر من دخول الجسم وتأدية وظيفته وغرض السحر الذي بعث من أجله، ويتأكد هذا الاستنتاج والتصور عند النظر في الطرق العلاجية الخاصة بالسحر والمس التي وردت في كل من الكتاب والسنة والتي يتجه قسم منها لإزالة تلك الأعراض الفسيولوجية في حين يتجه القسم الأخر لتأثير على شيطان الجن.
لماذا يحتاج ساحر الجن لساحر الإنس :
إن شياطين الجن وسحرتهم لا يستطيعون القيام بأية عملية سحرية بمعزل عن ساحر الإنس الذي يبقى له الدور الرئيسي في أية عملية سحرية من خلال تأثير نفسيته الشريرة ونفث ريقه، اللهم إلا ما ورد في السنة من عقد الشيطان على قافية رأس النائم ثلاثا وهي عقد سحرية ولاشك لكن تأثيرها لا يدوم طويلا وسرعان ما يزول بالذكروالصلاة ، إنه وبتأثير من نفسية الساحر وريقه يتم الوصول إلى عمل وظيفة السحر الذي تحتاجه شياطين الجن لتأثير على الإنسان المسحور من داخله وخارجه الأمر الذي لا تستطيعه سحرة وشياطين الجن بمفردها وينحصر دورهم في رسم وتعليم ساحر الإنس الطقوس الشركية المؤدية لهذه الغاية والتي عليه أن يؤديها بامتثال وطاعة كبيرتين تصل حد العبادة حتى تخبث نفسه وتصل إلى عمل وظيفة السحر، وبالمقابل فإن ساحر الإنس يحتاج إلى معونة شياطين الجن بعد حصول وظيفة السحر لتكليفهم بغرضه وهو في هذه الحالة يشمل كل أنواع السحر وأغراضه من تفريق وصرف وعطف إلخ... لكن هذه المعونة لها مقابل وهو الشرك والكفر بالله تعالى وتخلي الساحر عن آدميته، إن ساحر الإنس وساحر الجن قرينان توحدهما إرادة الشر إلتقيا على معصية الخالق و الإفساد في الأرض.
لماذا لا يقوم سحرة الإنس والجن بسحر العالم :
إن عمل السحر عملية معقدة وهي في الغالب تتكون من أربعة أطراف وهم شياطين الجن والساحر ومن قصده والضحية أو الضحايا والساحر يحتاج دائما إلى شيء من أثر المراد سحره أو ما يدل على شخصيته حتى يتمكن من بث تركيزاته فيه وتتمكن شياطين الجن من الاستدلال والتعرف عليه وهذا هو بيت القصيد فليس كل من قام وسمّى نفسه ساحرا يستطيع الوصول إلى بث تركيزاته والتأثير على الغير وليس كل الناس تذهب عند السحرة لعمل السحر لهم وهذا مكمن السر في استحالة قيام السحرة بسحر الناس جميعا وتبقى إرادة الله وإذنه هي المتصرفة والمتحكمة في هذا الأمر فقد تتوفر لساحر الإنس والجن كل الشروط اللازمة لنجاح العملية السحرية لكن مشيئة الله تأبى إلا سلامة ونجاة هذا العبد
كما قال تعالى" وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " آية 102 البقرة .
حكم تعلم السحر :
تعلم السحر كفر لأن من لوازم تعلمه الشرك والكفر
لقوله تعالى "وَمَا يُعَلمَاِن ِمنْ أَحًدٍ َحتَى َيُقولاَ إِنَمَا َنحْنُ ِفْتَنةٌ َفلاَ تَكْفُر" آية 102 البقرة. وقول رسول الله صلى الله عليه كما جاء في تمام الحديث كما هو عند النسائي من حديث أبى هريرة " ومن سحر فقد أشرك "
حكم إتيان السحر وفعله :
من أتى السحر سواء أكان هازلا أم جادا أو معتقدا حرمته أم لا فهو كافر، ويستوون كلهم في هذا الحكم بل يكفر وإن سمََّى نفسه بغير اسم الساحر. والمسألة بتفصيلها في كتاب فتاوى العلماء في علاج السحر والمس والعين والجان التي أصدرتها مشكورة لجنة الإفتاء وهيئة كبار العلماء بالسعودية.
حكم الساحر وجزاؤه :
عقوبة الساحر في الإسلام هي القتل من غير استتابة، ولمن أراد الإستزادة فعليه بكتاب الدكتور عمر سليمان الأشقر عالم السحر والشعوذة ففيه بحث نفيس أوفى المسألة حقها فليراجع.
أضرار السحر وتأثيراته:
السحر منه ما يمرض ويقتل ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وضرره على النفس والعقل والبدن حاصل ومتيقن وصور تأثيراته تتجاوز الأفراد والأشخاص، إلى الممتلكات من المال والدواب والعقار.
أنواع السحر:
تتعدد أشكال السحر وأنواعه وطرائق صنعه والمواد المستخدمة فيه، لكنه يبقى محصورا في كونه إما مأكولا أو مشروبا أو مشموما أو مدفونا أو معلقا في الهواء، أو مدرورا في الرياح، أو منثورا أو مسكوبا و مسفوحا على الأرض، أو معقودا أو مثبتا في شيء أو على شيء، أو عبارة عن تلاوات وأقسام وعزائم و رقى، أو صادر عن تكيفات و تركيزات باطنية، يتوصل إليها الساحر بأنواع من المجاهدات والرياضات الشيطانية، أشبه ما تكون في طريقة تأثيرها بالعين والحسد.
سحر التخييل :
سحر التخييل سحر عظيم لأنه يِؤثر على العين فترى الأشياء على غير حقيقتها وطبيعتها فيظن الرائي أنه أمام معجزة أو خرق لقوانين الأشياء المعروفة، وهو كما سماه القرآن سحر عظيم لأن الكفر والشرك فيه أشد ولأن له ثأثيرا بالغا في صد الناس عن الحق لاختلاط واشتباه أمره مع أمر المعجزة ولأن الساحر يستغني فيه عن معونة الشيطان ويكتفي بتأثيراته النفسية وتركيزاته الباطنية التي يكتسبها بمجاهدات ورياضات شيطانية خاصة وعزلة عن العالم تامة وطويلة تصبح له فيها قدرات غير مألوفة يستطيع بها التأثير على الإدراك البصري لجمع غفير من الأفراد والجماعات بكيفية وصورة واحدة ولا يأتي بمثله إلا كل ساحر عليم نبغ في علوم السحر وغاص وتعمق في أبحره وشعبه وأصبحت له دراية تامة بأبوابه وكل ما قد يراه أو يشاهده البعض منا اليوم لا يعدو أن يكون خدعا علمية تستغل فيها القوانين والظواهر الطبيعية أو إيحاءات تنويم مغناطيسية أو ألعاب خفة أو تمثلات شيطانية حقيقية أو بعضا من تأثيرات السحر المأكول أو المشروب على أعين بعض المسحورين أو تخييلات ناتجة عن الإصابة بالمس الشيطاني بسبب سيطرة الجن على المراكز البصرية في المخ أو هي تهيؤات و هلاوس غير حقيقية منبعها التعرض لأمراض نفسية أو عضوية أو تأثيرات لبعض الأدوية والمواد التي يتناولها بعض الأشخاص، ولأن سحر التخييل فيه شبه من المعجزة فسيبقى الوسيلة الأفضل و الأمثل التي يقع عليها اختيار الحاملين لدعاوي الألوهية لفتنة الناس وإضلالهم وهذا ما سيلجأ إليه الدجال في آخر الزمان والذي سيسلك نفس طريق سلفه فرعون في ادعائه الألوهية ودعوته الناس لعبادته وسعيه لتثبيت ملكه عن طريق استخدام هذا النوع من السحر الذي يظهر ويسود في المجتمعات التي يغيب فيها العقل والإيمان.
هل هناك سحر بلا جن :
نعم يوجد هناك أنواع من السحر الداخلي والخارجي التي تؤثر على الإنسان وتؤدي غرضها باستقلال تام عن خدمة ومعونة الشيطان.كسحر التخييل وكبعض أنواع السحر المأكول والمشروب والتي تشبه في تأثيرها تأثير سحر التخييل وتمنح المسحور قدرة الجلاء السمعي والبصري وقدرة الإحساس والمشاهدة لعالم الجن والشياطين وغالبا ما يستخدم هذا النوع من السحر لأغراض التفريق والصرف والعطف أو للإصابة بالجنون وهناك أيضا أنواع من سحر الربط التي تصيب الجسم بالكسل والخمول ويكون تأثيرها أشبه ما يكون بتأثير الأدوية المخدرة.
من يبطل السحر :
الإعتقاد الصحيح أن الله تعالى يبطله إذا شاء بما شاء وكيف يشاء بسبب أو بغير سبب إذ أن قدرة الله تعالى فوق الأسباب وغير متعلقة بها فهو سبحانه خالق ومسبب هذه الأسباب لكن اتخاذها واجب شرعي نحن مأمورون به شرط أن تكون مباحة في نفسها وموافقة لضوابط الشرعية في التداوي
قال تعالى " قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله " آية 79يونس فك السحر:
إن العديد من الناس يظنون أنه بمجرد العثور على السحر يبطل تلقائيا بإذن الله وتنتهي المشكلة ولا يبقى لها وجود وهذا لا يصح مطلقا إلا في حالة سحر التخييل إذ المسألة هنا متعلقة بتحديدنا الإجرائي للسحر وفهمنا وتصورنا لطبيعته ودوره ووظيفته التي يؤديها وعلاقته بعالم الجن والشياطين ومن هنا يجب البدأ و الانطلاق لفهم الطريقة المثلى لفك السحر وتتكون عملية فك السحر من شقين أساسين أحدهما متعلق بنوع السحر والأخر بخادم هذا السحر من شياطين الجن فإن إيجاد السحر والتعامل معه ليس إلا الخطوة الأولى في عملية العلاج إذ تبقى مشكلة خادم هذا السحر الذي يتحول في هذه الحالة إلى شيطان ماس معاند ويتم التعامل معه بناءا على هذا الأساس ووفق طريقة علاج المس الشيطاني.
كيف تتعامل مع السحر إذا وجدته :
أولا إنتبه : لا تلمسه قبل أن تحصن نفسك إما بالوضوء وقراءة آية الكرسي أو بالمسح بالإخلاص و المعوذتين. ثانيا : لا تحرقه من أول وهلة لأن هناك نوع من السحر يثور على صاحبه عند إحراقه. ثالثا : إقرأ عليه الفاتحة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين ثم أنفث عليه برقيك سبعا وإن كان من الأنواع المعقودة فاقرأ على كل عقدة وأنت تفكها هذا الدعاء ثم أنفث عليها " بسم الله تربة أرضا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا " يكرر الدعاء والنفث سبعا. رابعا : إن وجدته مكتوبا بمداد أو غيره فخذ كأسا من الماء وأضف له ملحا واقرأ فيه نفس الآيات والسور السابقة ثم ضعه فيه مدة من الزمن وبرهة من الوقت حتى تمحى كتابته ثم ارمه بعدها بعيدا عن طريق الناس. خامسا : أحيانا يكون السحر منثورا أو مسفوحا ومسكوبا على الأرض وفي هذه الحالة يكفيك فيه فقط أن ترشه ببعض من ماء القرآن.
أغراض السحر:
تتعدد أغراض السحر حسب الأغراض المطلوبة من الساحر، وإذا علمت هذا عرفت أن أغراض السحر لا حصر لها ولا عدد، فالسحر يدخل في السياسة والاقتصاد وعالم المال والأعمال، ويدخل في العلاقات الاجتماعية وهلم جرا، و لا تخلو طبقة من طبقات المجتمعات البشرية من استخدام السحر كوسيلة لتحقيق غاياتها وأهدافها، ولهذا تبقى أغراض السحر خارج دائرة الإحصاء كما هي رغبات البشر.
أعراض السحر وعلاماته :
تنقسم أعراض السحر إلى قسمين الأولى من جهة النوع والثانية من جهة الغرض تدل على وجود السحر ونعرف بها المسحور.
أعراض السحر من جهة النوع :
إن كان السحر مأكولا أو مشروبا: ألم دائم في المعدة ليس له سبب طبي– قيء مستمر– سقوط كثيف لشعر الرأس –وتدهور ونقص في الصحة العامة للجسم بشكل سريع– نحافة وضعف في الجسم– إصفرار وشحوب في الوجه.
وإن كان السحر خارجيا مدفونا أو نحوه : ضيق في الصدر يزداد بعد العصر والمغرب– سرعة وعدم انتظام في دقات ونبضات القلب– ارتفاع في ضغط الدم ليس له سبب طبي– ثقل في اليد اليسرى – شرود ذهني مفرط.
أعراض السحر من جهة الغرض :
أغراض السحر كثيرة ومتعددة، والمريض غالبا ما يعاني من مشكلة محددة يعرف بها غرض السحر، كالتمريض و التخييل والتفريق ولكل حالة من هذه الحالات وغيرها أعراضها المميزة لها.
أغراض السحر كلها تشترك في هذه الأعراض والعلامات :
- شعور مجهول بالخوف وارتباك واضطراب نفسي ليس له سبب واضح يمنع صاحبه من الانطلاق في الحياة وكأنه مقيد.- غضب وضيق ينزل على صاحبه فجأة ويلزمه خارج طباعه المعتادة.- تظهر عليه مجمل علامات مس التخبط والصرع.- شرود ذهني مفرط يمنع صاحبه من التركيز ويفقده صفة التفاعل مع محيطه ومع الآخرين.
إن مما يستخلص من هذا الفصل أن السحر ممارسة كونية لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات بما في ذالك القديمة والحديثة الشرقية والغربية، الإسلامية والمسيحية، البوذية والكونفوشيوسية، التوحيدية والوثنية على السواء وتظل العائلة
والمجتمع والعلاقة بين الجنسين أحد أهم الحقول المفضلة لنشاط الممارسات السحرية ومسرحهما الأساسي الذي تشتغل فيه ولو لم يكن السحر موجودا وله فعالية مرئية ومحسوسة لتخلى الناس عنه منذ قرون و لما شهدت هذه الممارسات الإنتشار الذي تعرفه على صعيدي الزمان والمكان.
منقول للإفاده