مخير ومسير جميعاً،
مخير له أعمال وله عقل وله تصرف وله سمع وبصر يختار الخير ويبتعد عن الشر،
يأكل ويشرب باختياره، يتجنب ما يضره، باختياره ويأتي ما ينفعه باختياره،
وأمره مسير بمعنى أنه لا يتعدى قدره، وهو الذي يسيِّره في البر والبحر،
قال تعالى: فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (29) سورة الكهف.
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ (30) سورة الإنسان. فله مشيئة، وله اختيار،
إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8 ) سورة المائدة. خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (8 ) سورة النمل.
كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) سورة الصف . له مشيئة، له فعل وله اختيار، ,
وله إرادة تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ (67) سورة الأنفال.
لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ*وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ (28-29) سورة التكوير.
فمشيئة الله نافذة, وقدره نافذ، ومن هذه الحيثية مسير لا يخرج عن قدر الله، وهو مع ذلك مخير, له فعل,
وله مشيئة, وله إرادة, يأتي الخير بإرادته, ويدع الشر بإرادته, يأخذ بإرادته, ويمسك بإرادته,
يسافر بإرادته, ويقيم بإرادته, يخرج إلى الصلاة وغيرها بإرادته, ويجلس بإرادته, ولهذا يستحق العقاب على المعاصي,
يستحق الثواب على الطاعات؛ لأن له فعل, فهو مثاب على صلاته وصومه وصدقاته وطاعته لله، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر,
مثاب على هذا إذا فعله لله، يستحق العقاب على معاصيه من الزنى، من التهاون بالصلاة، من أكل الربا، الغيبة،
النميمة، إلى غير ذالك، فله فعل له اختيار، ولكنه في فعله واختياره لا يسبق مشيئة الله ولا يخرج عن قدر الله