هناك أب طاعن في السن احتاج 1000 ريال , ولديه ثلاثة أبناء , فأرسل رسالة لهم يقول لهم أنه يحتاج المبلغ ..
فالابن الأول : قرأ الرسالة , وقال : لله در أبي , ماهذا الفصاحة في اللغة واستخرج النواحي البلاغية والبيانية من الرسالة وأعرب الرسالة ثم ركنها جانبا .
الابن الثاني : قال : ماهذا الكلام الرائع الذي يكتبه أبي , فحفظ كلام والده وجوده ... وركن الرسالة جانبا .
الابن الثالث : وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب , سأل ماذا يريد أبي بالرسالة , قالوا : يريد ألف ريال , فأخرج ألف ريال من جيبه وأرسلها لأبيه .
يا تُرى الأب سيُقَدِرُ مَنْ من الأبناء ؟! أدع الإجابة لكم .
للأسف الشديد هذا هو حالنا مع القرآن !
لا تتعجبوا ... ولا تكابروا على أنفسكم ...
الله جل جلاله أرسل لنا القرآن بأوامر وطلبات ونواهي ....
فقسم من امته : اهتم بفصاحة القرآن وبلاغلاته واستخرج جميع النواحي البيانية والبلاغية ... ثم ركن القرآن جانبا !
القسم الثاني : وما أكثرهم , حفظوا القرآن عن ظهر قلب ... ثم ركنوا القرآن جانبا ... فكانوا ممن يقيمون حروفه ويضيعون حدوده ...
القسم الثالث : وما أقلهم ...
أعطوا القرآن حقه , عرفوا قيمة هذا الكنز العظيم ..
عن جندب قال كنا غلمانا حزاورة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلمنا الإيمان قبل القرآن ثم يعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا وإنكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان .
تاملوا الحديث مرة أخرى ... الأمة ليست بحاجة لكاسيتات تضاف إلى الأسواق , نحن بحاجة للإيمان قبل القرآن ثم بعدها زيادة للخير حفظ القرآن .
ننظر إلي سِير مَنْ قبلنا ونمر عليها وكأننا أفضل منهم , ونسمع كلام الإيمان وكأنه لا يعنينا . والأدهي من ذلك أننا لا نقتنع أننا مقصرون بحق الله , وان إيماننا أحسن من معظم الخلق ... لا اعلم من زرع هذه الفكر في عقولنا !
من يحفظ منا القرآن أو جزءا منه يظن نفسه إلى الفردوس الأعلى لا محالة !
وقد نسي قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (( رُب تال للقرآن والقرآن يلعنه ))
أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وقال له أسألك بالله هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين ؟!
إذا كان عمر من المبشرين بالجنة يخشى على نفسه من النفاق , فماذا سنقول نحن ؟! أم اننا أفضل من عمر رضي الله عنه !
أيا تُرى الإيمان يُباع في مكان ما حتى نشتريه ؟ أم يُكتسب في اليانصيب ؟ أم نكتسبه على السرير وامام التلفاز ؟ أم في المدرسة أم في الجامعة ؟!
لا والله يا اخواني ... الإيمان لا يأتي إلا بالجهد والتعب والتضحية – نعم إنها كلمات سهلة على اللسان –
فالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام لم يؤتوا الإيمان إلا بعد أن ذاقوا ما ذاقوا ....
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , دُعِس على رقبته , وحوصر في شعب أبي طالب ثلاث سنوات حتى أكلو ورق الشجر , وطُرد من الطائف , وقوتل في مكة , وذاق ما ذاق يوم الخندق . وكل هذا فيض من غيض ... أليس هو قدوتنا ؟ - ام اننا ندعى بألسنتا ما ليس في قلوبنا -
نحن محرومون والله محرومون ...
(( مساكين أهل الدنيا , خرجوا منها ولم يذوقوا أجمل ما فيها ))
نادى شاب من قوم موسى , يارب عصيتك ولم تعاقبني , فقال الله تعالى لموسى أخبر الشاب : (( عاقبتك ولم تدري , أوليس قد حرمتك من لذة مناجاتي ))
منقووووووووول