صالح عابد أصيبت زوجته بمرض السرطان ولها منه ثلاثة أبناء فضاقت عليهما الدنيا بما رحبت وأظلمت عليهما الأرض فأرشدهما أحد العلماء إلى قيام الليل والدعاء في الأسحار مع كثرة الاستغفار والقراءة في ماء زمزم واستخدام العسل فاستمرا على هذه الحالة وقتاً طويلاً وفتح الله عز وجل على هذا الرجل وعلى زوجته بالدعاء والابتهال والتضرع وكان يجلسان بعد الفجر إلى طلوع الشمس ومن صلاة المغرب إلى صلاة العشاء على الذكر والدعاء والاستغفار فكشف الله عز وجل ما بها وعافاها وأبدلها جلداً حسناً وشعراً جميلاً قال الله عز وجل ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون ) ..
- أما زوجة المجاهد الصادق الصابر القدوة " أحمد ياسين " جعله الله في عليين زوجته مضرب المثل في هذا الزمان فقد رضيت به رغم إعاقته تقول : عشت معه في حله وترحاله أُعتقل مدة تقرب من تسع سنين وقمت برعايته وأسرته وحفظت ماله وعياله وبعد أن أُخرج من المعتقل كنت مطلوبة معه كما هو مطلوب وكنا ننتقل من بيت إلى بيت نخشى عليه أكثر من خشيتنا على أنفسنا واستمرت معه صابرة محتسبة نسأل الله عز وجل أن يعوضها خيراً
وقد مات معه في القصف زوج ابنته التي ليس عندها إلا بنت منه لها 7 أشهر وهي صابرة محتسبة كما أن إحدى بناتها وبنات الشيخ أحمد فقدت العام الماضي زوجها الذي لم يبقى معها بعد الزواج إلا سنة وقتل وعمره 24 سنة وهكذا فبيتها آل ياسين مات عنهم الشيخ واثنان من أزواج بناته فصبراً آل ياسين فصبراً آل ياسين فإن اللقاء بكم بإذن الله عز وجل في الجنة ولسان حالهم يقول : إذا رضي الحبيب فلا أبالي = أقام الناس أم جدّ الرحيل
- نماذج عجيبة .. نساء الفلوجة .. إن مدينة الفلوجة المسماة " مدينة المساجد " وهي مفخرة في هذه الزمان .. إنها إحدى المفاخر في هذا العصر زمن الركوع والذلة من غير قلة .. والخنوع بلا رجوع .. لما أعلن القائد الأمريكي عليه لعنة الله عن نية الانتقام من أهالي الفلوج وتأديبهم تأديبا جماعياً استعد المجاهدون للسفر إلى الجنان لله عز وجل ولِما يرضي الرحمن ولطلب الشهادة وكان منهم من أقنع زوجته وأهله بالخروج من البلدة لئلا يموتوا فأصرت النساء على أن يمتن مع أزواجهن وآبائهن وأولادهن .. فنساء الفلوجة لم يكن أقل من رجالها في المقاومة كما قال الشيخ حارث الضاري وفقه الله .. إن نساء العراق قاومن العدو الغادر لما لم يدافع عنهن الرجال
فصدق من قال : وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة .. إنهن يردن ما عند الله عز وجل كما الرجال .. ولسان الواحدة منهن وهي تدافع عن بلدها : وجدنا الصالحين لهم جزاءً = وجنات وعين وسلسبيلا ..
- امرأة صالحة ومتصدقة كريمة شهد لها في هذا الأمر المقربون .. خمسون عاماً مرت عليها وهي بكماء لا تتكلم اعتاد زوجها هذا الوضع مؤمناً بقضاء الله عز وجل وفي ليلة من الليالي استيقظت المرأة وبدأت تصلي بصوت مسموع فقام زوجها مستغرباً فرحاً ثم سمعها تنطق بالشهادتين نطقاً واضحاً صحيحاً ثم تضرعت إلى الله عز وجل بالدعاء وكان زوجها ينتظرها تنتهي من صلاتها فرحاً بها لكنها توفيت بعد قيامها في الليل هنيئاً لها فمن مات على شيء بُعث عليه ..
ثم وقفة بين هذه الأخبار ..فخرٌ النساء :
ألف الإمام الذهبي ميزان الاعتدال ذكر فيه مئات من الرجال المتهمين في رواية الحديث ثم قال رحمه الله تعالى : وما علمت من النساء من أُتهمت ولا من تركوها .
وكان للحافظ ابن عساكر أكثر من 80 شيخة وحافظة وراوية روى عنهن الحديث ..
وكان للسيوطي من الراويات اللائي روى عنهن قرابة العشر ..
ثم وقفة أخرى بعنوان : نداء للنساء :
يا نساء العلماء والدعاة : الإمام أحمد رحمه الله تعالى ذكر زوجته بعدما ماتت فقال رحمها الله مكثنا عشرين سنة ما اختلفنا في كلمة
يا زوجة العالم ويا زوجة طالب العلم ويا زوجة الداعية إن العالم ليس لكِ وإن طالب العلم للناس وإن الداعية لبذل الخير للغير فاحتسبي الأجر إذا انشغل أو سافر أو سهر في طلب العلم واحمدي الله عز وجل أنه يقوم ويرفع عن هذه الأمة فرض الكفاية وربما لا يقوم بأعمال إلا وأنتِ معه في الأجر تبذلين الراحة له ولا تشغلينه بالطلبات وتحفظين عليه وقته وأولاده والعوض من الله عز وجل ..
إننا نعجبُ كثيراً من بذل العلماء ومواقف العظماء لكننا ننسى أن معهم في بيوتهم نساء ماجدات خالدات يدفعنهم للخير وللعلم فلا تظنن أن العظيم من الرجال قام لوحده بل وراء كل عظيم امرأة عظيمة امرأة داعية .. ذكر أحد الدعاة عن امرأة في روسيا امرأة غريبة في الدعوة إلى الله عز وجل والصبر على التعليم قد صنعت هذه المرأة ما لا يصنعه الرجال ظلت هذه المرأة 15 سنة تدعو إلى الله عز وجل سراً أيام الحكم الشيوعي وتنتقل من بيت إلى بيت وتعلم النساء القرآن وتخرج الداعيات ولم تغفل أيضاً عن أسرتها ولا عن أولادها فأولادها من كبار الدعاة في روسيا وأزواج بناتها الأربع كلهم من الدعاة أيضاً وأحد أزواج بناتها هو مفتي البلدة التي تقيم فيها هذه المرأة ..
************
- امرأة لتمسكها بحجابها أسلم على يدها 7 أشخاص هي طالبة أمريكية متمسكة بحجابها معتزة بدينها أسلم بسببها 3 من الدكاترة في الجامعة وأربعة من الطلبة .. لما أسلم أحد الدكاترة بدأ يذكر قصته ويقول :
قبل أربع سنوات ثارت عندنا زوبعة كبيرة في الجامعة حيث التحقت في الجامعة طالبة مسلمة أمريكية وكانت متحجبة وكان أحد الأساتذة من معلميها متعصباً لدينه يبغض الإسلام كان يكره كل من لا يهاجم الإسلام فكيف بمن يعتنق الإسلام ؟!! وكان يبحث عن أي فرصة لاستثارة هذه الطالبة الضعيفة لكنها قوية بإيمانها فكان ينال من الإسلام أمام الطلاب والطالبات وكانت تقابل شدته بالهدوء والصبر والاحتساب فازداد غيضه وحنقه فبحث عن طريقة أخرى ماكرة فبدأ يترصد لها بالدرجات في مادته ويلقي المهام الصعبة عليها في البحوث ويشدد عليها بالنتائج ولما تستطع التحمل وانتظرت كثيراً وتحملت تحملاً عظيماً قدمت شكوى لمدير الجامعة للنظر في وضعها .. فأجابت الجامعة طلبها وقررت أن يُعقد لقاء بين الطرفين مع جمع من الأساتذة لسماع وجهة نظر البنت مع المعلم لحضور بعض الدكاترة والأساتذة والطلاب ..
يقول هذا الكاتب الذي أسلم وهو أحد الدكاترة : حضر أكثر أعضاء هيئة التدريس وكنا متحمسين لحضور هذه الجولة والمناظرة والحوار التي تعتبر الأولى من نوعها في الجامعة .. فبدأت الطالبة تذكر أن الأستاذ يبغض الإسلام ولأجل هذا فهو يظلمها ولا يعطيها حقوقها ثم ذكرت بعض الأمثلة فكان بعض الطلبة قد حضروا وشهدوا لها بالصدق ولمعلمها بالكذب وهم غير مسلمين ! .. فلم يجد الأستاذ الحاقد على الإسلام جواباً فبدأ يسب الإسلام ويتهجم عليه فقامت هذه المرأة تدافع عن دينها وتظهر محاسن الإسلام وكان لها أسلوب عجيب لجذبنا حتى أننا كنا نقاطعها ونسألها عن أمور تفصيلية في الإسلام فتجيب بسرعة بلا تردد ! .. فلما رأى الأستاذ الحاقد ذلك منهم خرج من القاعة واستمرت هذه المرأة مع بعض الأساتذة والطلاب وأعطتهم ورقتين كتبت عليهما عنواناً : ( ماذا يعني لي الإسلام ؟ ) .. فذكرت هذه المرأة الدوافع التي دعتها للإسلام ثم بينت أهمية الحجاب وعظمة الحياء والحشمة للمرأة وأنه سبب الزوبعة من هذا الأستاذ ولم تكتفي بهذا بل قالت : أنا مستعدة أن أُطالب بحقي كله حتى ولو تأخرت عن الدراسة ..
يقول هذا الكاتب : لقد أُعجبنا بموقفها وثباتها ولم نتوقع أن الطالبة بهذا الثبات والتحمل ، وتأثرنا بصمودها أمام الطلاب والمعلمين
فصارت المحجبة هي قضية الجامعة أياما..
يقول : فبدأ الحوار يدور في عقلي وفي قلبي حتى دخلت إلى الإسلام بعد عدة أشهر ثم تبعني دكتور ثان وثالث في نفس العام ثم أصبحنا جميعاً دعاة إلى الإسلام .. إنها امرأة قليلة المثيل في هذا الزمان ! ..
- حدثني أحد إخوانها في خبرها لقد ماتت رحمة الله عليها قبل مدة ليست بالطويلة هي مدرسة في الأخلاق العالية يحبها الصغير والكبير كما قال عنها أهلها وزوجها .. في المناسبات يجتمع عليها الصغار والكبار .. تتصل على القريب والبعيد وتسأل عن الأحوال ولا تترك الهدايا للأقارب .. هي امرأة زاهدة ثيابها قليلة وثيابها رثة .. أصيبت هذه المرأة بمرض السرطان ومن صبرها نسأل الله عز وجل أن يجعلها في الفردوس الأعلى من صبرها وثباتها بقيت سنة ونصف لم تُخبر أحداً إلا زوجها وأخذت عليه العهد والميثاق والأيمان المغلظة ألا يخبر أحدا ..
ومن صبرها وثباتها رحمة الله عليها أنها لا تظهر لأحد شيئاً من التعب والمرض فلم يعلم بها حتى أولادها وابنتها الكبيرة التي تخرج معها إذا خرجت لم تعلم بمرض أمها .. إذا جاءها أحد محارمها أو أحد إخوانها أو ضيوفها من النساء فإنها تستعد وتلبس الملابس وتظهر أنها طبيعية .. وكان أحد إخوانها أحس بأنها مريضة وفيها شي فقد انتفخ بطنها وظهر عليها علامات المرض ولما ألحوا عليها إلحاحاً عظيماً أخبرتهم بشرط ألا تذهب إلى المستشفى تريد الاكتفاء بالقرآن والعسل وماء زمزم ولما ألحوا عليها وأخبروها بأن هذا الأمر والعلاج والدواء لا ينافي التوكل وافقت وشرطت أن تذهب إلى مكة قبل أن تذهب إلى المستشفى تذهب إلى مكة ثم ذهبت في الصيف الماضي مع أهلها وبقيت قرابة الأسبوعين.
لما رجعت من العمرة وذهبت إلى الدكتور شرطت ألا يدخل عليها أحد غير الدكتور غير رجل واحد مع وجود زوجها وكانت متحجبة ومغطية وجهها ولابسة القفازين ولم تكشف إلا موضع الألم المحدد في جزء من البطن حتى لا يرى شيئاً آخر منها
فرأى هذا الطبيب وتعجب واستغرب من وضعها ومن صبرها فرأى أن الماء السام بسبب الورم في بطنها وصل إلى 13 لتراً
وكان من بغضها للمستشفى تقول لأحد إخوانها وفقه الله وهو الذي اهتم بها ويراعيها في آخر وقتها تقول له : إني أبغض الشارع الذي فيه المستشفى لأنها لا تريد الذهاب إلى الرجال ولا الخروج من البيت ..
تحسنت أحوالها في رمضان الماضي ثم عرض عليها أخوها الحج فلم توافق وحصل لها شي من التردد لأنها إذا قامت يحصل لها دوار أو تعب أو إعياء ولا تستطيع أن تنهض واقفة واستبعدت الحج لكن لما أصر عليها حج بها أخوها يقول : قد حججت كثيراً مع الشباب وجربت عدة رحلات وسفرات مع الشباب لكن يقول والله ما رأيت أسهل من هذه السنة مع هذه المرأة المريضة والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ) يقول : والله ما رأيت أسهل من هذه السنة ولقد بسر الله عز وجل لنا أشخاصاً لخدمتنا بدون أي سبب سواء في الرمي أو في الممرات أو في النزول من درج الجمرات ! ..
يقول أخوها : كان بعض عمال النظافة حول الجمرات قد وضعوا حبالاً لتنظيف ما حول الجمرات . يقول لما قدمنا لرمي الجمرة هو وأخته لم نستطع أن نقرب فنادانا أحد العساكر فقال ادخلوا من تحت الحبل بدون أي سبب ! .. وحصل لهم هذا الأمر في الدور الثاني في اليوم الثاني ! .. ولما أرادوا النزول ناداهم أحد العساكر بدون أي سبب ! ولا يظهر على المرأة أي علامات من علامات التعب أو المرض لكن ناداه أحد العساكر وقال أنزل من هذا الدرج .. يقول أخوها وكل المناسك قد يسرت لنا كانت هذه المرأة تهتم بالدعوة فقلما تذهب لمجلس إلا وتذكّر بالله عز وجل أو تدعو إلى الله تعالى أو تعلم أو تخرج كتاباً من حقيبتها وتقرأ أو تأمر أحد النساء بالقراءة وهي التي تشرح .. قد كفلت يتيماً على حسابها .. لا تذهب لقصور الأفراح وهي قليلة الاختلاط بالنساء إن اجتمعت مع النساء لا تحضر إلا للعلم أو للدعوة إلى الله عز وجل .. وليس عندها إلا جزمة واحدة طوال حياتها وليس عندها ذهب أبداً فقد باعته كله حتى قبل مرضها .. كانت تركز على البرامج الدعوية ..
وما زال الكلام لأخيها : كانت تركز على البرامج الدعوية لأفراد العائلة .. وفي كل سنة تؤكد على إخوانها ترتيب البرامج في مكة إذا ذهبوا في الصيف جميعاً وتركز بالأخص على الخادمات وتعلمهن وتعطيهن بعض السور للحفظ ..
كانت منذ فترة تتواصى مع أخيها على قيام الليل الذي يقوم الأول هو الذي يتصل بالآخر قبل الفجر بنصف ساعة .. ثم بدأت أمهم حفظها الله وصبّرها وثبتها بدأت أمهم معهم مع هذه المرأة المريضة ومع هذا الأخ البار ثم بدأت هذه المرأة تتواصى مع نساء الجيران ..
وفي شدة مرضها في سكرات الموت لما كانت في المستشفى قبل وفاتها وفي أثناء المرض ما تذمرت ولا تأففت ولا جزعت بل كانت صابرة محتسبة .. يقول أخوها : أشد ما سمعت منها من الكلمات قالت : يا رب فرج عني وكانت في أثناء السكرات يقرأ عليها أحد الرقاة فماتت وهو يقرأ عليها رحمها الله ..
أما بالنسبة للتغسيل لما أُحضرت لمغسلة الأموات يقول أخوها لقد أصر الصغار والكبار حتى الأطفال من العائلة على حضور التغسيل فحضروا جميعا في مغسلة الأموات وصلوا عليها أما أخوها الذي كان يلازمها فقال : لقد رأيتها لما أُخرجت من الثلاجة قد تغير الشحوب الذي كان فيها والتعب وانقلب إلى نور وبياض وكانت هذه المرأة الصابرة المحتسبة رحمها الله رأيت رؤيا قبل موتها بشهر ونصف كأنها جاءت لدار تريد أن تدخلها فسمعت رجالاً يقولون عند الدار ليس هذا بيتكِ اذهبي لبيت آخر ثم رأت قصراً أعلى منه وله درج رفيع أو سلالم رفيعة فلما أرادت أن تصعد ناداها رجلان من أعلى القصر وهذا كله في الرؤيا وهي التي قصت هذه الرؤيا على من حولها وكان في أعلى القصر رجلان عرضا عليها المساعدة لتصعد الدرج فتحملت وتصبرت ثم صعدت بنفسها بعد تعب تقول لما صعدت إلى القصر أحسست براحة وسعادة وسرور حتى وهي في المنام . ثم قالت لمن حولها لا تفسروا هذه الرؤيا فأنا إن شاء الله عز وجل أستبشر بخير .. فرحمة الله عليها وجمعها وأهلها في الفردوس الأعلى ..
- أما زوجة المجاهد الصادق الصابر القدوة " أحمد ياسين " جعله الله في عليين زوجته مضرب المثل في هذا الزمان فقد رضيت به رغم إعاقته تقول : عشت معه في حله وترحاله أُعتقل مدة تقرب من تسع سنين وقمت برعايته وأسرته وحفظت ماله وعياله وبعد أن أُخرج من المعتقل كنت مطلوبة معه كما هو مطلوب وكنا ننتقل من بيت إلى بيت نخشى عليه أكثر من خشيتنا على أنفسنا واستمرت معه صابرة محتسبة نسأل الله عز وجل أن يعوضها خيراً
وقد مات معه في القصف زوج ابنته التي ليس عندها إلا بنت منه لها 7 أشهر وهي صابرة محتسبة كما أن إحدى بناتها وبنات الشيخ أحمد فقدت العام الماضي زوجها الذي لم يبقى معها بعد الزواج إلا سنة وقتل وعمره 24 سنة وهكذا فبيتها آل ياسين مات عنهم الشيخ واثنان من أزواج بناته فصبراً آل ياسين فصبراً آل ياسين فإن اللقاء بكم بإذن الله عز وجل في الجنة ولسان حالهم يقول : إذا رضي الحبيب فلا أبالي = أقام الناس أم جدّ الرحيل
- نماذج عجيبة .. نساء الفلوجة .. إن مدينة الفلوجة المسماة " مدينة المساجد " وهي مفخرة في هذه الزمان .. إنها إحدى المفاخر في هذا العصر زمن الركوع والذلة من غير قلة .. والخنوع بلا رجوع .. لما أعلن القائد الأمريكي عليه لعنة الله عن نية الانتقام من أهالي الفلوج وتأديبهم تأديبا جماعياً استعد المجاهدون للسفر إلى الجنان لله عز وجل ولِما يرضي الرحمن ولطلب الشهادة وكان منهم من أقنع زوجته وأهله بالخروج من البلدة لئلا يموتوا فأصرت النساء على أن يمتن مع أزواجهن وآبائهن وأولادهن .. فنساء الفلوجة لم يكن أقل من رجالها في المقاومة كما قال الشيخ حارث الضاري وفقه الله .. إن نساء العراق قاومن العدو الغادر لما لم يدافع عنهن الرجال
فصدق من قال : وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة .. إنهن يردن ما عند الله عز وجل كما الرجال .. ولسان الواحدة منهن وهي تدافع عن بلدها : وجدنا الصالحين لهم جزاءً = وجنات وعين وسلسبيلا ..
- امرأة صالحة ومتصدقة كريمة شهد لها في هذا الأمر المقربون .. خمسون عاماً مرت عليها وهي بكماء لا تتكلم اعتاد زوجها هذا الوضع مؤمناً بقضاء الله عز وجل وفي ليلة من الليالي استيقظت المرأة وبدأت تصلي بصوت مسموع فقام زوجها مستغرباً فرحاً ثم سمعها تنطق بالشهادتين نطقاً واضحاً صحيحاً ثم تضرعت إلى الله عز وجل بالدعاء وكان زوجها ينتظرها تنتهي من صلاتها فرحاً بها لكنها توفيت بعد قيامها في الليل هنيئاً لها فمن مات على شيء بُعث عليه ..
ثم وقفة بين هذه الأخبار ..فخرٌ النساء :
ألف الإمام الذهبي ميزان الاعتدال ذكر فيه مئات من الرجال المتهمين في رواية الحديث ثم قال رحمه الله تعالى : وما علمت من النساء من أُتهمت ولا من تركوها .
وكان للحافظ ابن عساكر أكثر من 80 شيخة وحافظة وراوية روى عنهن الحديث ..
وكان للسيوطي من الراويات اللائي روى عنهن قرابة العشر ..
ثم وقفة أخرى بعنوان : نداء للنساء :
يا نساء العلماء والدعاة : الإمام أحمد رحمه الله تعالى ذكر زوجته بعدما ماتت فقال رحمها الله مكثنا عشرين سنة ما اختلفنا في كلمة
يا زوجة العالم ويا زوجة طالب العلم ويا زوجة الداعية إن العالم ليس لكِ وإن طالب العلم للناس وإن الداعية لبذل الخير للغير فاحتسبي الأجر إذا انشغل أو سافر أو سهر في طلب العلم واحمدي الله عز وجل أنه يقوم ويرفع عن هذه الأمة فرض الكفاية وربما لا يقوم بأعمال إلا وأنتِ معه في الأجر تبذلين الراحة له ولا تشغلينه بالطلبات وتحفظين عليه وقته وأولاده والعوض من الله عز وجل ..
إننا نعجبُ كثيراً من بذل العلماء ومواقف العظماء لكننا ننسى أن معهم في بيوتهم نساء ماجدات خالدات يدفعنهم للخير وللعلم فلا تظنن أن العظيم من الرجال قام لوحده بل وراء كل عظيم امرأة عظيمة امرأة داعية .. ذكر أحد الدعاة عن امرأة في روسيا امرأة غريبة في الدعوة إلى الله عز وجل والصبر على التعليم قد صنعت هذه المرأة ما لا يصنعه الرجال ظلت هذه المرأة 15 سنة تدعو إلى الله عز وجل سراً أيام الحكم الشيوعي وتنتقل من بيت إلى بيت وتعلم النساء القرآن وتخرج الداعيات ولم تغفل أيضاً عن أسرتها ولا عن أولادها فأولادها من كبار الدعاة في روسيا وأزواج بناتها الأربع كلهم من الدعاة أيضاً وأحد أزواج بناتها هو مفتي البلدة التي تقيم فيها هذه المرأة ..
************
- امرأة لتمسكها بحجابها أسلم على يدها 7 أشخاص هي طالبة أمريكية متمسكة بحجابها معتزة بدينها أسلم بسببها 3 من الدكاترة في الجامعة وأربعة من الطلبة .. لما أسلم أحد الدكاترة بدأ يذكر قصته ويقول :
قبل أربع سنوات ثارت عندنا زوبعة كبيرة في الجامعة حيث التحقت في الجامعة طالبة مسلمة أمريكية وكانت متحجبة وكان أحد الأساتذة من معلميها متعصباً لدينه يبغض الإسلام كان يكره كل من لا يهاجم الإسلام فكيف بمن يعتنق الإسلام ؟!! وكان يبحث عن أي فرصة لاستثارة هذه الطالبة الضعيفة لكنها قوية بإيمانها فكان ينال من الإسلام أمام الطلاب والطالبات وكانت تقابل شدته بالهدوء والصبر والاحتساب فازداد غيضه وحنقه فبحث عن طريقة أخرى ماكرة فبدأ يترصد لها بالدرجات في مادته ويلقي المهام الصعبة عليها في البحوث ويشدد عليها بالنتائج ولما تستطع التحمل وانتظرت كثيراً وتحملت تحملاً عظيماً قدمت شكوى لمدير الجامعة للنظر في وضعها .. فأجابت الجامعة طلبها وقررت أن يُعقد لقاء بين الطرفين مع جمع من الأساتذة لسماع وجهة نظر البنت مع المعلم لحضور بعض الدكاترة والأساتذة والطلاب ..
يقول هذا الكاتب الذي أسلم وهو أحد الدكاترة : حضر أكثر أعضاء هيئة التدريس وكنا متحمسين لحضور هذه الجولة والمناظرة والحوار التي تعتبر الأولى من نوعها في الجامعة .. فبدأت الطالبة تذكر أن الأستاذ يبغض الإسلام ولأجل هذا فهو يظلمها ولا يعطيها حقوقها ثم ذكرت بعض الأمثلة فكان بعض الطلبة قد حضروا وشهدوا لها بالصدق ولمعلمها بالكذب وهم غير مسلمين ! .. فلم يجد الأستاذ الحاقد على الإسلام جواباً فبدأ يسب الإسلام ويتهجم عليه فقامت هذه المرأة تدافع عن دينها وتظهر محاسن الإسلام وكان لها أسلوب عجيب لجذبنا حتى أننا كنا نقاطعها ونسألها عن أمور تفصيلية في الإسلام فتجيب بسرعة بلا تردد ! .. فلما رأى الأستاذ الحاقد ذلك منهم خرج من القاعة واستمرت هذه المرأة مع بعض الأساتذة والطلاب وأعطتهم ورقتين كتبت عليهما عنواناً : ( ماذا يعني لي الإسلام ؟ ) .. فذكرت هذه المرأة الدوافع التي دعتها للإسلام ثم بينت أهمية الحجاب وعظمة الحياء والحشمة للمرأة وأنه سبب الزوبعة من هذا الأستاذ ولم تكتفي بهذا بل قالت : أنا مستعدة أن أُطالب بحقي كله حتى ولو تأخرت عن الدراسة ..
يقول هذا الكاتب : لقد أُعجبنا بموقفها وثباتها ولم نتوقع أن الطالبة بهذا الثبات والتحمل ، وتأثرنا بصمودها أمام الطلاب والمعلمين
فصارت المحجبة هي قضية الجامعة أياما..
يقول : فبدأ الحوار يدور في عقلي وفي قلبي حتى دخلت إلى الإسلام بعد عدة أشهر ثم تبعني دكتور ثان وثالث في نفس العام ثم أصبحنا جميعاً دعاة إلى الإسلام .. إنها امرأة قليلة المثيل في هذا الزمان ! ..
- حدثني أحد إخوانها في خبرها لقد ماتت رحمة الله عليها قبل مدة ليست بالطويلة هي مدرسة في الأخلاق العالية يحبها الصغير والكبير كما قال عنها أهلها وزوجها .. في المناسبات يجتمع عليها الصغار والكبار .. تتصل على القريب والبعيد وتسأل عن الأحوال ولا تترك الهدايا للأقارب .. هي امرأة زاهدة ثيابها قليلة وثيابها رثة .. أصيبت هذه المرأة بمرض السرطان ومن صبرها نسأل الله عز وجل أن يجعلها في الفردوس الأعلى من صبرها وثباتها بقيت سنة ونصف لم تُخبر أحداً إلا زوجها وأخذت عليه العهد والميثاق والأيمان المغلظة ألا يخبر أحدا ..
ومن صبرها وثباتها رحمة الله عليها أنها لا تظهر لأحد شيئاً من التعب والمرض فلم يعلم بها حتى أولادها وابنتها الكبيرة التي تخرج معها إذا خرجت لم تعلم بمرض أمها .. إذا جاءها أحد محارمها أو أحد إخوانها أو ضيوفها من النساء فإنها تستعد وتلبس الملابس وتظهر أنها طبيعية .. وكان أحد إخوانها أحس بأنها مريضة وفيها شي فقد انتفخ بطنها وظهر عليها علامات المرض ولما ألحوا عليها إلحاحاً عظيماً أخبرتهم بشرط ألا تذهب إلى المستشفى تريد الاكتفاء بالقرآن والعسل وماء زمزم ولما ألحوا عليها وأخبروها بأن هذا الأمر والعلاج والدواء لا ينافي التوكل وافقت وشرطت أن تذهب إلى مكة قبل أن تذهب إلى المستشفى تذهب إلى مكة ثم ذهبت في الصيف الماضي مع أهلها وبقيت قرابة الأسبوعين.
لما رجعت من العمرة وذهبت إلى الدكتور شرطت ألا يدخل عليها أحد غير الدكتور غير رجل واحد مع وجود زوجها وكانت متحجبة ومغطية وجهها ولابسة القفازين ولم تكشف إلا موضع الألم المحدد في جزء من البطن حتى لا يرى شيئاً آخر منها
فرأى هذا الطبيب وتعجب واستغرب من وضعها ومن صبرها فرأى أن الماء السام بسبب الورم في بطنها وصل إلى 13 لتراً
وكان من بغضها للمستشفى تقول لأحد إخوانها وفقه الله وهو الذي اهتم بها ويراعيها في آخر وقتها تقول له : إني أبغض الشارع الذي فيه المستشفى لأنها لا تريد الذهاب إلى الرجال ولا الخروج من البيت ..
تحسنت أحوالها في رمضان الماضي ثم عرض عليها أخوها الحج فلم توافق وحصل لها شي من التردد لأنها إذا قامت يحصل لها دوار أو تعب أو إعياء ولا تستطيع أن تنهض واقفة واستبعدت الحج لكن لما أصر عليها حج بها أخوها يقول : قد حججت كثيراً مع الشباب وجربت عدة رحلات وسفرات مع الشباب لكن يقول والله ما رأيت أسهل من هذه السنة مع هذه المرأة المريضة والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ) يقول : والله ما رأيت أسهل من هذه السنة ولقد بسر الله عز وجل لنا أشخاصاً لخدمتنا بدون أي سبب سواء في الرمي أو في الممرات أو في النزول من درج الجمرات ! ..
يقول أخوها : كان بعض عمال النظافة حول الجمرات قد وضعوا حبالاً لتنظيف ما حول الجمرات . يقول لما قدمنا لرمي الجمرة هو وأخته لم نستطع أن نقرب فنادانا أحد العساكر فقال ادخلوا من تحت الحبل بدون أي سبب ! .. وحصل لهم هذا الأمر في الدور الثاني في اليوم الثاني ! .. ولما أرادوا النزول ناداهم أحد العساكر بدون أي سبب ! ولا يظهر على المرأة أي علامات من علامات التعب أو المرض لكن ناداه أحد العساكر وقال أنزل من هذا الدرج .. يقول أخوها وكل المناسك قد يسرت لنا كانت هذه المرأة تهتم بالدعوة فقلما تذهب لمجلس إلا وتذكّر بالله عز وجل أو تدعو إلى الله تعالى أو تعلم أو تخرج كتاباً من حقيبتها وتقرأ أو تأمر أحد النساء بالقراءة وهي التي تشرح .. قد كفلت يتيماً على حسابها .. لا تذهب لقصور الأفراح وهي قليلة الاختلاط بالنساء إن اجتمعت مع النساء لا تحضر إلا للعلم أو للدعوة إلى الله عز وجل .. وليس عندها إلا جزمة واحدة طوال حياتها وليس عندها ذهب أبداً فقد باعته كله حتى قبل مرضها .. كانت تركز على البرامج الدعوية ..
وما زال الكلام لأخيها : كانت تركز على البرامج الدعوية لأفراد العائلة .. وفي كل سنة تؤكد على إخوانها ترتيب البرامج في مكة إذا ذهبوا في الصيف جميعاً وتركز بالأخص على الخادمات وتعلمهن وتعطيهن بعض السور للحفظ ..
كانت منذ فترة تتواصى مع أخيها على قيام الليل الذي يقوم الأول هو الذي يتصل بالآخر قبل الفجر بنصف ساعة .. ثم بدأت أمهم حفظها الله وصبّرها وثبتها بدأت أمهم معهم مع هذه المرأة المريضة ومع هذا الأخ البار ثم بدأت هذه المرأة تتواصى مع نساء الجيران ..
وفي شدة مرضها في سكرات الموت لما كانت في المستشفى قبل وفاتها وفي أثناء المرض ما تذمرت ولا تأففت ولا جزعت بل كانت صابرة محتسبة .. يقول أخوها : أشد ما سمعت منها من الكلمات قالت : يا رب فرج عني وكانت في أثناء السكرات يقرأ عليها أحد الرقاة فماتت وهو يقرأ عليها رحمها الله ..
أما بالنسبة للتغسيل لما أُحضرت لمغسلة الأموات يقول أخوها لقد أصر الصغار والكبار حتى الأطفال من العائلة على حضور التغسيل فحضروا جميعا في مغسلة الأموات وصلوا عليها أما أخوها الذي كان يلازمها فقال : لقد رأيتها لما أُخرجت من الثلاجة قد تغير الشحوب الذي كان فيها والتعب وانقلب إلى نور وبياض وكانت هذه المرأة الصابرة المحتسبة رحمها الله رأيت رؤيا قبل موتها بشهر ونصف كأنها جاءت لدار تريد أن تدخلها فسمعت رجالاً يقولون عند الدار ليس هذا بيتكِ اذهبي لبيت آخر ثم رأت قصراً أعلى منه وله درج رفيع أو سلالم رفيعة فلما أرادت أن تصعد ناداها رجلان من أعلى القصر وهذا كله في الرؤيا وهي التي قصت هذه الرؤيا على من حولها وكان في أعلى القصر رجلان عرضا عليها المساعدة لتصعد الدرج فتحملت وتصبرت ثم صعدت بنفسها بعد تعب تقول لما صعدت إلى القصر أحسست براحة وسعادة وسرور حتى وهي في المنام . ثم قالت لمن حولها لا تفسروا هذه الرؤيا فأنا إن شاء الله عز وجل أستبشر بخير .. فرحمة الله عليها وجمعها وأهلها في الفردوس الأعلى ..